أكد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في الداخل المحتل، سامي أبو شحادة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بكل أذرعها، ولا سيما القضائية، تفرض أحكامًا انتقامية على المشاركين في "هبة الكرامة" التي اندلعت في أيار/ مايو 2021، تضامنًا مع القدس والمسجد الأقصى المبارك، وضد تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، وتضامنًا مع قطاع غزة الذي تعرض وقتها لعدوان إسرائيلي طال البشر والحجر والشجر.

اقرأ أيضاً: الحكم بالسجن 10 سنوات على شاب من عكا على خلفية "هبة الكرامة"

وقال أبو شحادة لصحيفة "فلسطين": إن يقوم به الاحتلال من محاكمة المشاركين في الهبة وإصدار أحكام مرتفعة بحقهم محاولة لردع مجتمعنا الفلسطيني عن المشاركة السياسية والمطالبة بحقوقه.

وفرضت محكمة الاحتلال المركزية في حيفا، مؤخرًا، حكمًا بالسجن الفعلي عشر سنوات على الشاب أدهم بشير (25 عامًا) من مدينة عكا، لمشاركته في الهبة.

ويواصل الاحتلال إجراءاته الانتقامية من الفلسطينيين بالداخل المحتل، بسبب المشاركة في "هبة الكرامة".

عنصرية الاحتلال

وأضاف رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن الاحتلال يتعامل مع أهلنا في الداخل المحتل بعنصرية، ويخشى ثورتهم رفضًا لما يقوم به من جرائم بحق شعبنا، لذلك نجده ينفذ عمليات اعتقال مستمرة في صفوفهم ويحاكمهم ويلصق تهما جديدة بهم، عقب مشاركتهم في هبة الكرامة.

وبيّن أبو شحادة أن شرطة الاحتلال اعتقلت بعد الهبة نحو ثلاثة آلاف فلسطيني، وقدمت بحق 10% منهم لوائح اتهام مختلفة، في حين ينتظر الآخرون أن تصدر بحقهم لوائح الاتهام، كما اعتقل جهاز الأمن العام للاحتلال "الشاباك" نحو ألف شاب من المشاركين في أحداث الهبة بعدما جمعت الفيديوهات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر مشاركتهم فيها.

وأرجع أسباب اندلاع "هبة الكرامة" إلى الاعتداءات التي تعرض لها فلسطينيو الداخل في "الرملة، يافا، حيفا، اللد، وعكا" على أيدي قطعان المستوطنين الذين قدموا لها بأعداد كبيرة وبحماية من شرطة الاحتلال.

وأكد أبو شحادة أن الاحتلال مارس عنصريته في اعتقال الفلسطينيين والزج بهم في السجون ومحاكمتهم أحكامًا مرتفعة في حين لم يعتقل سوى بعض المستوطنين أيامًا، ثم أفرج عنهم ممن كان لهم الدور البارز في الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وأشار إلى أن حجم التحريض الذي تعرض له أهلنا في الداخل المحتل على أيدي قيادة الاحتلال كبير جدًا، وغير مسبوق وخاصة من الأحزاب "اليمينية المتطرفة".

اقرأ أيضاً: أحكام متفاوتة بالسجن لأربعة من معتقلي "هبة الكرامة" في الداخل المحتل

ولفت إلى وجود مشروع سياسي إسرائيلي لترهيب المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل من أجل منعهم من المشاركة في أي حراك ضد الاحتلال وبمساندة من كل المستويات في (إسرائيل).

وأكد وجود قصور فلسطيني بالوقوف إلى جانب معتقلي الهبة والدفاع عنهم والتخفيف من معاناتهم في ظل ما يتعرضون له من ضغوط إسرائيلية.

ودعا أبو شحادة لتشكيل تجمع فلسطيني في الداخل المحتل لمتابعة جميع قضايا أهلنا هناك وخاصة المعتقلين والعمل من أجل الإفراج عنهم وعدم تركهم لقمة سائغة في أنياب الاحتلال ومحاكمه العنصرية.