بدافع تكرار حوادث الحرائق في قطاع غزة من جراء الحصار، وأزمة الكهرباء، عكف فريق أُسري على رحلة بحثٍ لابتكار نظام للحماية الذكية من الحرائق؛ لتفادي أضرارها، وتقليل أخطارها.

ففي جلسة عائلية لعامر الأغا مع طفليه ندى وأسامة، تبادلوا أطراف الحديث عن حادثة حريق أحد المنازل بغزة، وكيفية تدارك المشكلة، والتخفيف من هذه الحوادث التي تترك أثرًا كبيرًا في نفوس أبناء المجتمع.

يقول عامر لصحيفة "فلسطين": إنّ مشروع نظام الحماية المتكامل يعتمد على التحكم عن بعد، وتقوم فرضيتُه على تقليل الأضرار الناجمة عن حرائق المنازل، وتقليل استهلاك الكهرباء، والعمل على رفاهية الإنسان.

ويعتمد المشروع على استشعار الحرارة عند حدوث أي حريقٍ في المنزل، لتحدث استجابة فورية عبر نظام كامل يشغل مضخةً لإيقاف الحريق، ثم يشغل نظام إنذار.

كما يعمل على إرسال رسائل نصية عبر الهاتف المحمول إلى الأرقام المدخلة في النظام وهي: صاحب المنزل، والإسعاف، والدفاع المدني، في محاولةٍ لإنقاذ الموقف، وتدارك الحريق، وتقليل أضراره، برسائل مُجهزة مسبقًا، إذ يحتوي نص الرسالة على "نشوء حريق"، ومرفق معها مكان الحريق، والعنوان كاملًا.

ويشير عامر إلى أن من الأهداف التي يودون تحقيقها من المشروع الوصول إلى نظام حماية متكامل ينفذ عدة وظائف عند نشوء حريق، كأن يغلق مصدر الغاز، ويفصل الكهرباء أتوماتيكيًّا، وذلك باتباع العديد من الإجراءات في عمل المشروع.

ويشرح عامر آلية عمل النظام بأنّ مصدر الغاز يوصل بمقبس كهربائي، في حين توصل أقطاب المحبس الغازي بجهاز إنذار الحريق الذي يُغلق آليًّا عند نشوب الحريق؛ لتقليل مضاعفاته، وبعدها تُطلَق صفارة إنظار، كما يتضمن النظام عمل رسالة صوتية مجهزة تفيد بضرورة إخلاء المكان بسبب وجود حريق.

ويشير عامر إلى أنّ المشروع يوفر خاصية التحكم عن بُعد في إنارة المصابيح، وتشغيل سخان ماء الحمامات، وفتح الباب باستخدام الهاتف.

ويعمل المشروع على ترشيد استهلاك الكهرباء، بالاستفادة مما تُعلِّم في المنهاج المدرسي لإدارة ترشيد استخدام الكهرباء، لافتًا إلى أن الجديد في المشروع استخدام خامات البيئة لإجراء التجارب بالورق المقوى والبلاستيك.

ومن الأدوات التي استُخدمت في المشروع: دارة إلكترونية تحتوي على ترانزستور، ومقاومات ثابتة، ومقاومات متغيرة، وبطارية 9 فولت، ومجس حراري، ومجس ضوئي، وغيرها.

ويقول: "وفي النهاية كانت مخرجات المشروع عمل أجهزة الحماية المتكامل للمنازل والمنشآت، والحد من فاتورة الكهرباء لدى المؤسسات والمنازل".

وعبر عامر عن فرحته وفريق المشروع بحصولهم على المستوى الفضي في مسابقة علماء المستقبل بالمملكة الأردنية الهاشمية التي ضمت مشاريعَ مختلفة من الدول العربية.