اعتبر صحافيون مغاربة تأهل "أسود الأطلس" إلى ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم، هدية للشعب الفلسطيني، وأكدوا أن الإنجاز يُحسب للعرب جميعاً، وليس للمغرب فحسب، بدليل الفرحة العارمة التي طغت على الجميع من المحيط إلى الخليج.
وحقق منتخب المغرب انجازاً كبيراً بتأهله إلى ربع نهائي كأس العالم 2022 في قطر، بفوزه على نظيره الإسباني بركلات الترجيح 3-0 بعد التعادل بدون أهداف في الأشواط الأصلية والإضافية للمباراة التي أقيمت على ملعب المدينة التعليمية.
فرحتنا مُضاعفة
وقال الصحفي محمد أكينو لـ"فلسطين"، إن فرحة الشعب الفلسطيني ومقاطع الفيديو التي ظهرت من غزة، أثلجت صدور المغاربة، وأكدت مدى الترابط بين الشعبين الشقيقين، رغم بُعد المسافة جغرافياً بين البلدين.
وأضاف: "حب فلسطين وأرضها وشعبها مزروع في قلب الشعب المغربي، وطيفها حاضر بشكل دائم، وما قام به نجوم المنتخب حين رفعوا العلم الفلسطيني، وحضوره بشكل دائم بين الجماهير في المدرجات يبرهن على مدى محبة المغاربة لهذا الشعب".
وتابع: "رفع العلم الفلسطيني لم يقتصر على المدرجات في قطر، ولا بين اللاعبين داخل أرض الملعب، بل داخل المدن المغربية ظهر العلم جنباً إلى جنب مع العلم المغربي في حين خرج المواطنون للاحتفاء بالتأهل التاريخي إلى ربع النهائي".
وشدد الصحفي المغربي أكينو في حديثه لـ"فلسطين" على أن فرحة الشعب المغربي بالإنجاز مضاعفة، كونها ساهمت في سعادة الشعب الفلسطيني، متمنياً أن تتواصل بالفوز على البرتغال والتأهل إلى نصف النهائي.
نرضع حب فلسطين
بدوره، قال الصحفي المغربي يوسف صديقي لـ"فلسطين": "احتفاء الرياضيين في المغرب بفلسطين والعلم الفلسطيني ليس حدثاً جديداً، فلا يكاد يخلو ملعب في المغرب من علم فلسطين إلى جانب علم المغرب، من أبسط المناسبات والرياضات إلى أكبرها، لأنها ببساطة تمثل بلد وقضية لها مكانة خاصة في قلوب المغاربة، وهي القضية التي رضعها المغاربة من أثداء أمهاتهم، ولا يمكن أن تمحيها أي متغيرات".
وأضاف: "أشهر الأغاني في الفترة الأخيرة التي تسلط الضوء على القضية الفلسطينية خرجت من مدرجات الملاعب المغربية، وبالضبط من جماهير فريق الرجاء البيضاوي وهي أغنية "رجاوي فلسطيني" التي لا يمكن أن تجد عربي لا يعرفها ولم يحبها".
وبخصوص حرص لاعبو المنتخب على رفع العلم الفلسطيني قال صديقي: "حضور الاعلام الفلسطينية بين لاعبي المنتخب بعد كل إنجاز في هذه النسخة الملحمية من كأس العالم، يرجع أساساً إلى معطيين اثنين: الأول هو أن هذه النسخة هي نسخة العرب وبالتالي فإنها تحمل جميع قيمهم وقضاياهم، أما الثانية، فهي أن جميع اللاعبين المغاربة في المنتخب من المحترفين في أوروبا، ومعروف عليهم التزامهم الديني والقيمي أيضاً، لذلك من الطبيعي أن نجدهم يحملون أعلام فلسطين إلى جانب الاعلام المغربية".
واختتم: "لعل خير دليل على كلامي، تدوينة أشرف حكيمي خلال العدوان الأخير على غزة، والتي أعلن فيها تضامنه مع إخواننا في فلسطين، ضاربا بعرض الحائط كل ما يهدد نجوم الكرة هناك في أوروبا، ونحن نعلم جيداً أن هذا الأمر لا يقدر عليه الجميع من المشاهير في القارة العجوز".
يذكر أن منتخب المغرب بات أول منتخب عربي يبلغ ربع نهائي كأس العالم، فيما اقتصر هذا الانجاز على ثلاثة منتخبات إفريقية: الكاميرون 1990، السنغال 2002 وغانا 2010.
وكانت أفضل نتيجة للمغرب بلوغه ثمن نهائي 1986، ومثله فعل المنتخبان العربيان السعودية في 1994 والجزائر في 2014.
ويواجه المنتخب المغربي نظيره البرتغالي في ربع النهائي يوم السبت المقبل على ملعب الثمامة في العاصمة القطرية الدوحة، ويسعى لتسطير تاريخ جديد للعرب، بالفوز على زملاء رونالدو والمضي قدماً في المونديال العربي.
ولن يكون فوز "أسود الأطلس" مفاجئاً على "برازيل أوروبا"، إذ فعلوا ذلك في مونديال المكسيك عام 1986، حين انتصروا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وتكرر اللقاء في مونديال روسيا 2018، وفاز حينها منتخب البرتغال بصعوبة بالغة بهدف دون رد.