فلسطين أون لاين

تقرير المونديال داخل منازل غزة.. طقوس وترتيبات ومحاذير

...
المونديال داخل منازل غزة.. طقوس وترتيبات ومحاذير
غزة/ مريم الشوبكي:

تتنوع الطقوس والأجواء التي تتبعها العائلات الفلسطينية في قطاع غزة عند متابعة المونديال، ولا سيما بين الأسر المولع أفرادها بمتابعة حركات لاعبي الساحرة المستديرة.

ومع انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم، ذهب البعض إلى استحضار أجواء المونديال التي يعيشها المشجعون في داخل الملعب، إلى داخل البيت، بدءًا من الاشتراك بالقنوات التي تبث المباريات حصريًّا على شاشاتها، وليس انتهاءً بالحرص على لبس قميص الفريق المفضل لديهم.

إصلاح التلفاز، وتعديل مدار المحطة الأرضية التي تبث دوريات المونديال نقلًا عن منظومة البث الفضائي "بي إن سبورت" كانت الخطوة الأولى التي استعد لها ياسر حسونة ليحظى وأسرته بمشاهدات كروية ممتعة.

يقول حسونة (44 عامًا) لـ"فلسطين": "المباريات التي أتمكن من مشاهدتها هي التي تُبثُّ بعد الساعة الثالثة وهي بعد انتهاء دوامي في العمل، حيث تعوّدت زوجتي على تحضير وجبة الغداء، وطبق من الحلويات بالطبع وهي أساسيات الاستمتاع بمتابعة المباريات".

ويضيف حسونة: "أبتاع المسكرات، والشيبس لأطفالي، لكي أستمتع بمشاهدة المباريات بهدوء وأفرض على زوجتي عدم التحدث إطلاقًا طول وقت المباراة إلا في الوقت الفاصل، أو عقب انتهاء المباراة".

أما فاطمة أبو سيدو من حي الزيتون شرق مدينة غزة، المولعة بمشاهدة مباريات كأس العالم، فعلى عكس زوجها تمامًا الذي لا يعرف من كرة القدم سوى المستطيل الأخضر، ومع ذلك تحرص على تهيئة أجواء البيت قبل مباراة الفريق الذي تُشجّعه ولا سيما المنتخبات العربية.

تقول أبو سيدو (36 عامًا): "أحرص على تحضير شطائر الوجبات الخفيفة كالزعتر واللبنة قبل كل مباراة، مع بعض المسليات الأخرى، وأشعر أنني أستضيف زوارًا أعزاء على قلبي، حيث أستمتع بالأكل برفقة ابنيَّ المُحبَّين للكرة مثلي".

يوم كروي طويل

ولا يختلف الأمر لدى عائلة ميسرة بارود حيث يبدأ يومهم الكروي المونديالي من الساعة الثانية عشرة ظهرًا حتى الساعة 12 منتصف الليل مع انتهاء الأستوديو التحليلي لمباريات اليوم بأكمله.

يقول بارود (46 عامًا): "بعد عودة أبنائي من المدرسة الساعة 12 ظهرًا نجلس جميعًا أمام شاشة البيت الكبيرة، حيث تكون قد أعدت لنا زوجتي القهوة العربية، والشاي، والنسكافيه، وبعضًا من الفشار، ومسليات أخرى".

ويصف بارود أجواء إذاعة المباريات بالحماسية داخل البيت، حيث تشعر كأن العائلة توجد داخل مدرجات الملعب وتشاهد المباريات من قرب، حيث يعلو الصراخ عند إضاعة كل هدف لفريقهم المفضل، وتضرب الأكفَّ عند دخول هدف في فريقهم، وعلامات الذهول، والوجوم تسود الوجوه عند خسارة فريقهم.

الأستوديو التحليلي

أما رامي أبو راس فأول ما يفعله هو الاستماع للمباراة بصوت معلقه الرياضي المفضل، والحرص على حضور الأستوديو التحليلي الذي يسبق انطلاق المباراة، لكي يعرف تكتيك المدرب، وأساليب اللعب، وتخمين خطوات كل مدرب، ولماذا أجرى التبديل التالي، وتوقع الرد من المدرب الآخر، لأنّ هذه التحليلات تلهب الجو، وتزيد من جمالية المباراة ومتابعتها بأجواء حماسية.

ويقول أبو راس (38 عامًا): "أحب أن أصنع جو العيش داخل الأستوديو التحليلي، فهذا يمنحني حماسًا أكثر في الاستمرار بمشاهدة المباراة، سواء أكانت النتيجة سلبية أم إيجابية للفريق الذي أشجع. أستمتع أكثر بالاستماع للأستوديو التحليلي الذي يعقب المباراة أيضًا".