فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

خلال ندوة حوارية نظّمتها صحيفة "فلسطين"

برلمانيون ومتحدثون: الشعوب أثبتت فشل أوهام التطبيع وأنّ فلسطين صاحبة الحق

...
جانب من الندوة الحوارية التي نظمتها صحيفة "فلسطين (تصوير: محمود أبو حصيرة)
غزة/ يحيى اليعقوبي:
  • خريس: الشعوب تناصر فلسطين وترفع علمها وترفض التعامل مع الإعلام العبري
  • بن مراد: فلسطين انتصرت بالمعركة الإعلامية في مونديال قطر
  • مروان: التطبيع العربي مع الاحتلال لم ينجح بالتغلغل في المجتمعات والشعوب

شدد برلمانيون وشخصيات عربية على أهمية دور الشعوب العربية في إظهار تفاعلها وارتباطها بفلسطين وقضيتها، والتصدي للتطبيع ومنع تمدده، مؤكدين في الوقت ذاته أنّ الجماهير العربية أعطت جوابًا واضحًا خلال فعاليات كأس العالم في قطر برفضها التطبيع بكلّ درجاته حتى على مستوى إجراء مقابلة صحفية مع وسائل إعلام عبرية.

وأوصى المتحدثون خلال ندوة حوارية نظمتها صحيفة "فلسطين" عبر تطبيق "زوم" أمس بعنوان: "التطبيع.. أوهام الاحتلال تُحطّمها إرادة الشعوب"، بضرورة ضغط الشعوب العربية على حكوماتها لإجبارها على رفض التطبيع ونبذه.

وأكدوا أنّ فلسطين انتصرت في المعركة الإعلامية في قطر، وأنّ الاحتلال لم ينجح بالتغلغل للمجتمعات العربية بخلاف ما كانت تُروّجه الدول المُطبّعة قبل أحداث "المونديال"، وأظهرت الشعوب أنّ فلسطين هي صاحبة الحق في الأرض والعمق العربي والتاريخي والعلاقة مع المحيط.

وأوضح المدير العام لصحيفة فلسطين رامي خريس أنّ الندوة تهدف لإبراز مخاطر التطبيع ودوافع الدول وأهدافه بغية دقّ ناقوس الخطر في قلوب أبناء الأمة، فهم "الحاضنة الشعبية للفلسطينيين ولقضيتهم التي طالما مثّلت القضية المركزية الأم".

وأكد خريس أنّ موقف الأمة معروف برفض التطبيع، وهذا ما عبّرت عنه الشعوب خاصة في كأس العالم المنعقد في قطر برفض الظهور على وسائل الإعلام العبرية، وفي المقابل عبّروا عن حبهم لفلسطين برفع علمها وكوفيتها داخل الملاعب وخارجها، إضافة لتضامن شعوب عربية وأجنبية مع القضية الفلسطينية والهتاف بالحرية لفلسطين، وهذا يأتي في وقت تبذل بعض الأنظمة العربية جهودًا سياسية باتجاه التطبيع مع الاحتلال.

التعويل على الشعوب

من جانبه، قال مسؤول ملف مقاومة التطبيع في حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني محمد مروان، إنّ الشعب الفلسطيني الذي يقارع الاحتلال يوميًّا لن ينسى قضيته، والتعويل اليوم يقع على عاتق الشعوب العربية ومدى تفاعلها مع القضية الفلسطينية.

وأشار مروان إلى أنّ التطبيع العربي مع الاحتلال لم ينجح بالتغلغل على مستوى المجتمعات والشعوب.

ولفت إلى أنّ الأردن يمر منذ عام 1994 بعدة منعطفات فيما يخصُّ العلاقة مع الاحتلال، وعقد اتفاقية "وادي عربة" لاسترداد الأرض والمياه، وإلى اليوم لم يتحقق ذلك بل يعاني الأردن من أزمة مياه، جعلت الشارع يحتجّ ويُحرج حكومته.

وبيّن أنّ الشعب الأردني يتعامل مع التطبيع كنوع من "الخيانة"، بالتالي لا يوجد تعاملات اقتصادية أو تجارية أو ثقافية بين الأردن والاحتلال، وكل ما يتم من خلال وفود رسمية سرية يتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام.

وأكد أنّ الشارع الأردني يتفاعل مع أحداث المسجد الأقصى ويحرج حكومته في كلّ حدث، باعتبار المسجد المبارك تحت الوصاية الأردنية، في حين تحول مقر سفارة الاحتلال في عمان لمكان يحتجّ أمامه الأردنيون، مشددًا على ضرورة أن تضغط الشعوب أكثر على حكوماتها للتفاعل مع القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.

وأشار إلى أنّ الرفض الشعبي العربي للتطبيع تجسّد خلال فعاليات كأس العالم، حتى أنه لم يجرؤ أيّ شخص على رفع علم الاحتلال في مدرجات الملاعب، في المقابل كانت الجاليات العربية والفلسطينية ترفع العلم الفلسطيني في كلّ الملاعب.

موقف محسوم

من جهته، أكد نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، النائب يوسف عجيسة، أنّ قضية التطبيع محسومة في الجزائر، وتعتبر من أكبر الجرائم، وأنّ الجزائر ليست داعمة لفلسطين فقط بل مشاركة في مقاومتها.

وقال عجيسة: إنّ الندوة جاءت في وقتها متزامنة مع ما نراه من رفض للاحتلال على أرض قطر، في وقت كانت تصور وسائل الإعلام قبل الحدث الرياضي أنّ الاحتلال يخترق الشعوب العربية خاصة في الدول المطبعة.

0D7A9209.JPG

وأضاف أنّ الإعلام العبري نفسه أظهر صور هذا الرفض، فحاول إعلاميو الاحتلال تقديم أنفسهم بأسماء جاليات أخرى بعدما وجدوا عزوفًا عن إجراء المقابلات معهم من الجماهير المشاركة حينما عرّفوا أنفسهم بأنهم إسرائيليون.

وأشاد بموقف الكويت التي سنّت قوانين تجرّم التطبيع، ومواقف تضامنية مع فلسطين عبّر عنها مجلس الأمة الكويتي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ الشعب المغربي عاقب حكومته التي وقّعت اتفاق تطبيع بخسارتها في الانتخابات.

وأكد عجيسة أنّ الموقف الجزائري الشعبي والرسمي والبرلماني مع فلسطين، تكلّل ذلك برعاية الجزائر للمصالحة الفلسطينية الذي تُوّج بـ"إعلان الجزائر" لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة التي تهدف لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة.

ولفت إلى موقف رئيس جمهورية الجزائر عبد المجيد تبون الذي رفع السقف عاليًا، حينما رأى دولًا تذهب للتطبيع، وكان ردُّه صارمًا بقوله: إنّ الجزائر لا تبارك التطبيع ولا تدعمه ولا تسير في رحابه، ولا تُطبّع مع الكيان لا في السر ولا في العلن.

ونبّه إلى أنه في ذكرى استقلال الشعب الجزائري، استضافت الجزائر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وكان له تكريم خاص بجلوسه على المنصة الشرفية للحفل تحيط به كلّ قيادات الجيش الجزائري؛ البحري، والجوي، والبري، ما جعل الاحتلال يتوقف عند هذه الرسالة.

التطبيع وهم

من ناحيته، وصف رئيس تجمع الصحفيين التونسيين محمد بن مراد، التطبيع بالوهم، مؤكدًا أنّ قطر أظهرت للعالم أنّ القضية الفلسطينية لا جدال ولا نقاش فيها.

وقال بن مراد إنّ الإعلاميين الغربيين أجروا تحقيقات حول رفض الإعلاميين العرب وأبناء الجاليات العربية الحديث مع الصحافة العبرية خلال فعاليات كأس العالم.

وندّد بما وصفه "النفاق الفكري" في التعاطي الغربي مع القضية الفلسطينية، وازدواجية المعايير في التعامل مع الحرب الأوكرانية الروسية، ففي وقت يؤكدون حقّ أوكرانيا في أرضها ويستنكرون الاعتداء الروسي، يصمتون عن جرائم القتل اليومي الذي يمارسها الاحتلال في فلسطين.

وأكد أنّ العرب انتصروا بالمعركة الإعلامية وأثبتوا أنّ التطبيع كان وهمًا، وأظهروا جرائم الاحتلال على حقيقتها في اغتيال الصحفية شيرين "أبو عاقلة" أثناء تغطيتها، وتدمير البيوت وقتل الأطفال، مشيدًا بدور الشعب الفلسطيني في الدفاع عن شرف الأمة ومقاومة التطبيع.