تشهد عملية تربية الدواجن في قطاع غزة نقلة نوعية في أنشطتها، عقب تزويدها بأنظمة تكنولوجية جديدة، وتحديث الأنظمة القائمة، في سبيل زيادة معدلات الإنتاج وتغطية الاحتياج وتقليص النفوق لمساعدة المربين على الصمود.
ففي ظل انتقال بعض مزارع التربية من العمل التقليدي إلى الحديث، شرعت بعض الفقاسات إلى إضافة العناصر التكنولوجية في نشاطها، لتحقيق الأمن الحيوي، وزيادة معدلات الإنتاج.
وشكل إعلان افتتاح "فقاسة أبو صافي النموذجية" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة دافعاً جديداً لتطوير قطاع تربية الدواجن بغزة، كون طاقتها الإنتاجية تمتد لــ(900) ألف صوص في الشهر، وتتبع أنظمة دولية حديثة.
وأوضح المُصمم والمشرف على الفقاسة النموذجية محمد أبو قاسم، أن الفقاسة المذكورة صُممت ونفذت على أحدث المواصفات الأوروبية، وتحتوي على أربع حضانات، سعة الواحدة 120 ألف صوص.
وأضاف أبو قاسم لصحيفة "فلسطين" أن الفقاسة مزود بها خطا إنتاج نوعيان، الأول لفرز ونقل الصوص دون تدخل العاملين، ما يقلل من تعرض الصوص للمرض أو الأذى، والثاني "التحصين الآلي" ما يضمن حصول كل صوص على التحصين المناسب دون تدخل العاملين.
ومن ملحقات الفقاسة الحديثة، عربة نقل مزودة بأجهزة تكييف وتدفئة وشفط، لنقل الصيصان إلى مزارع التربية المستهدفة؛ ما يقلل من معدلات النفوق، وأيضاً ثلاجة لحفظ البيض في درجة حرارة (16-18) درجة مئوية، تحتفظ بالبيض لأكثر من أسبوعين.
وأشار أبو قاسم إلى أن الفقاسة النموذجية تحتوي على أجهزة مستوردة من شركة دانيماركية، ومن خلالها يتم مراقبة أنظمة التهوية والحرارة والرطوبة وتقديم الري والطعام عن بعد، إلى جانب رقابة أداء العاملين فيها.
ونبه إلى أن الطاقة الإنتاجية للفقاسة المقامة على مساحة (1850) مترا مربعا تقدر بنحو (800 إلى 900) ألف صوص، مشيراً إلى أن معدل النفوق في هذا النوع من الفقاسات قليل جداً.
من جهته، أكد مدير الجمعية الزراعية للفقاسات والدواجن والأعلاف ماجد جرادة أهمية التطوير والحداثة في عمل فقاسات تربية الدواجن، لما تساهم به في تعزيز الإنتاج الوطني، وسد الاحتياج.
وشجع جرادة في حديثه لـ"فلسطين" العاملين في مجال تربية الدواجن، على إدخال عنصر التكنولوجيا في أنشطتهم، لتوفير الوقت والجهد وزيادة الإنتاج.
ولفت إلى أن قطاع الدواجن لديه قدرة على تغطية احتياج السوق المحلي في قطاع غزة وتحقيق فائض كبير يمكن تسويقه للخارج إن أُتيحت له الفرصة لذلك.
من ناحيته، أشاد المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني بتطور مزارع تربية الدواجن والفقاسات في قطاع غزة، حيث من خلالها تتوفر خطوط إنتاج حديثة، وسعة إنتاجية أكبر من التقليدية.
وبين البسيوني لـ"فلسطين" أن هذا التطور يندرج في إطار هيكلة قطاع الدواجن الذي تنتهجه وزارة الزراعة، مؤكداً أن الأنظمة الحديثة سواء فقاسات أو مزارع تربية حديثة توفر الأمان والاستقرار في عملية التربية.
وأشار إلى أن قطاع الدواجن أكثر قطاعات التربية تأثراً بمختلف التغيرات خاصة في اختلاف درجات الحرارة، وبالتالي وجود هذا التطور في عملها يحقق فائدة أكبر للمزارع وإنتاجا مستقرا على مدار العام.
وقدّر احتياج قطاع غزة بـ(3) ملايين بيضة فقس شهرياً، ينتج عنها نحو (2.5) مليون دجاجة بمجمل عمليات التربية، مشيراً إلى أن تلك الأرقام تتضاعف في شهر رمضان.
وحسب البسيوني، يوجد (18) فقاسة و(2000) مزرعة دجاج لاحم، و(300) مزرعة دجاج بياض، و(260) مزرعة حبش، تتمتع جميعها بالمواصفة المطلوبة للعمل في قطاع غزة.
ولفت إلى استقرار أسعار بيع الدواجن في قطاع غزة، مبيناً أنها في متناول أيدي المستهلكين حاليا. ودعا المربين إلى اتباع الإرشادات والتعليمات الصادرة عن الوزارة، للتعامل مع أي منخفضات جوية مرتقبة والتكيف مع انخفاض درجات الحرارة.