حالة من الترقب يعيشها أصحاب البيوت التي تصنفها بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة أنها "غير مرخصة"، مع توعد قادة حكومة الاحتلال القادمة بتصعيد سياسات الهدم والاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
ويترقب المقدسيون سلوك سلطات الاحتلال، مع تصاعد التحذيرات من خطورة قرار هدم بناية سكنية في واد قدوم ببلدة سلوان، وما يترتب عليه من تهجير 11 عائلة مكونة من قرابة 100 فرد.
وأصدرت سلطات الاحتلال، أمس، قرارا يقضي بهدم البناية، وأمهلت أصحابها حتى غد لتنفيذ الهدم، وإلا ستنفذ آلياتها الهدم وستفرض غرامات مالية باهظة على السكان كأجرة هدم.
وحسب معطيات مقدسية، نفذت سلطات الاحتلال الشهر المنصرم 12 جريمة هدم في القدس، 9 منها نفذتها آلياتها، و3 أخرى بشكل قسري ذاتي، إضافة إلى 3 عمليات حفر وتجريف.
وتشكل المشاريع الاستيطانية ترجمة فعلية لأفكار اليمين المتطرف على الأرض، ويتوقع مختصون بشؤون القدس أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من جرائم الهدم، وحرمان الفلسطينيين من منازلهم وطردهم منها.
هدم جماعي
هدم العمارة السكنية يعني وفق الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أن الاحتلال سينتقل إلى مرحلة هدم العمارات السكنية في سلوان، ثم الانتقال لمناطق أخرى، كوادي الربابة، وحي الشيخ جراح، وجبل المكبر، ما يرفع عدد جرائم الهدم إلى مئات سنويا، لافتا إلى أن جرائم الهدم للمنازل بالقدس بلغت 80 منزلاً منذ بداية العام.
وأشار عبيدات لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال سيفرض غرامة ماليه كبيرة على أصحاب العمارة في واد قدوم إذا لم يهدموها بأنفسهم، ما يؤشر على تصعيد انتهاكات حكومة الاحتلال التي تضم اليمين المتطرف، وارتكاب جرائم تطهير عرقي وهجمة شاملة يقودها عضو الكنيست "إيتمار بن غفير" الذي سيتولى أيضا منصب وزير "الأمن الداخلي".
وشدد على ضرورة تنظيم احتجاجات شعبية لمنع جرائم الهدم، ورفض الهدم الذاتي، لافتا النظر إلى أن المقدسيين أصبحوا يدركون أن قضاء الاحتلال بات موظفا في خدمة حكومته، وقناعتهم بالتوجه نحو النضال الشعبي لوقف الهدم.
إجرام دائم
ويقول الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي إن الجو العام في مدينة القدس يشير إلى تصاعد جرائم الهدم والاعتداءات في ظل الحكومة المتطرفة الجديدة.
وتوقع الهدمي في حديثه لـ"فلسطين" أن تكون هناك زيادة في هجمات واعتداءات حكومة الاحتلال الجديدة على المقدسيين وعموم المدينة، مضيفا: "نعيش حالة من التوتر والترقب لهذه الاعتداءات".
وعلى الرغم من كل هذه الظروف التي بدأت تظهر وتحيط بالمقدسيين، فإنها لن تدفعهم لرفع الراية البيضاء، أو التخلي عن حقهم بوطنهم والعيش فيه، بحسب الهدمي.
وأضاف أن الانتهاكات المرتقبة قد تزيد حالة التحدي والتوتر، وتصحح بوصلة الصراع الذي انحرف في فترة من الفترات لمرحلة قبول البعض بالتعايش مع الاحتلال، إلى القناعة الجمعية التامة بأنه لا تعايش ولا سلام مع المحتل.
وعن هدم العمارة السكنية التي تضم 11 عائلة في واد قدوم، رأى أن الهدف منها إبقاء المقدسيين في حالة توتر، وعدم الشعور بالأمن، ليعيش الفلسطيني في حالة صراع وخوف من سلب الأرض أو هدم البيت.
ويقدر الهدمي عدد البيوت المقدسية التي لم تحصل على ترخيص من بلدية الاحتلال بنحو 35 ألف منزل شرقي القدس المحتلة.