فلسطين أون لاين

تقرير معرض "الابتكارات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي" يقفز بمهارات الطلبة

...
معرض "الابتكارات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي" يقفز بمهارات الطلبة
غزة/ هدى الدلو:

بدت الطالبات آية زهران، وكرمل عايش، وجمانة الكفارنة، وفرح المخللاتي، متحمسات وهن يشرحن فكرة مشروعهن الذي استخدموا فيه الذكاء الاصطناعي لمساعدة المكفوفين.

وافتتحت مدرسة "أوائل وقادة" ومؤسسة "أحباء غزة ماليزيا"، أمس، معرض "الابتكارات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي".

وسبق المعرض مخيم تدريبي مدة ثلاثة أشهر بواقع 60 ساعة تدريبية. وضم المخيم 8 مجموعات من الطالبات، و10 مجموعات من الطلاب، توجت بأفكار ومشاريع إبداعية من تنفيذهم.

وتقول الطالبة عايش: "استطعنا إنشاء جهاز يقرأ بطاقات منقوش عليها الحروف العربية بلغة برايل، لتتكون معه أكبر حصيلة ممكنة من الكلمات التي يمكن أن يقرأها الكفيف ويسمع أصوات الحروف والكلمات".

وأرفقت الطالبات مشروعهن بلوحة مفاتيح ابتكرها الفريق تتيح للكفيف الكتابة بعد التدريب والتعلم على استخدامها.

ويحتوي الحرف الواحد في لغة برايل على ستة نقاط ومع اختلاف الأحرف يختلف عدد النقاط البارزة وموقعها.

وتوضح زهران أنه إذا ما طلب الجهاز من الكفيف كتابة حرف الباء والتي هي نقطتان أعلى اليسار سيضغط عليهما وسيصدر صوت الحرف الذي كتبه ليتأكد من صحته، "وهكذا يتعلم الأحرف الأبجدية قراءة وكتابة بلغة برايل والعربية دون الحاجة لمعلم وهذا هو هدفنا".

وتضيف: "نريد من المشروع أن يعتمد الكفيف على نفسه في تعلم حروف لغة برايل دون الحاجة لمعلم دائم أو معين خلال وجودهم في الحصص المدرسية".

وتشير الطالبتين الكفارنة والمخللاتي إلى خروجهم بتلك الفكرة من حصيلة تجربة التعلم عن بعد خلال جائحة كورونا والصعوبات التي واجهها الطلبة الأصحاء، متسائلين عن حال المكفوفين إزاء تلك الحالة.

وتقول إن مشاركتهم في المخيم فتح الآفاق أمامهن في مجال الإلكترونيات، وسيساعدهن مستقبلًا في اختيار تخصصاتهن الجامعية.

"صديقي"

أما الطلبة عمر الغفير، وصلاح القدوة، وحسن بنات، وجهاد الوحيدي، فأنجزوا مشروع (Amigo) وهي كلمة إسبانية تعني بالعربية "صديقي".

وتقوم فكرة المشروع على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتسجيل الحضور والغياب باستخدام تقنية التعرف على الوجه.

ويبين الغفير أن الفكرة جاءت من استشعارهم لمشكلة بذل المدرس وقتًا وجهدًا كبيرين في عملية تسجيل الحضور والغياب للطلبة، مشيرًا إلى أن عملية تنقل السكرتير بين صفوف المدرسة تشكل عائقًا أمام تركيز الطلبة في المواد الدراسية.

ولحل هذه المشكلة عمل أعضاء الفريق على صناعة روبوت يستخدم تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تحويل البيانات الطلبة إلى جهاز السكرتاريا مباشرة، بالإضافة إلى الهدف الذي أشاروا إليه، يقول الطلبة إنهم يسعون إلى "تحقيق التحول الرقمي في العملية الإدارية التعليمية".

ويشرح الطالب بنات طريقة عمل الروبوت الذي يتحكم به السكرتير عن بعد بواسطة الإنترنت، حيث يلتقط الروبوت صور طلاب المدرسة ويتعرف عليهم من خلال قواعد بيانات مصورة وتعتمد على الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه وتسجيل حضورهم للمدرسة.

ويضيف أن الروبوت يتفاعل مع الطالب حيث يقوم بالتلويح لهم ويرحب بهم بأسمائهم.

ويسعى إلى تحقيق الرؤية المستقبلية بالقيادة الذاتية، ومساعدة المعلمين لتلبية احتياجاتهم في أثناء الدرس، والعمل على زيادة تفاعل الروبوت مع الطلاب وقدرته على الرد على استفساراتهم بخصوص دروسهم.

خطوة للنهضة

من جهته تحدث المهندس الأرقم عدوان، الذي عمل مشرفًا في المخيم أن الأفكار والمشاريع التي يتضمنها المعرض تعد إضافة نوعية تقفز بمهارات ومستوى الطلاب وتمكنهم من مواكبة التقدم العالمي السريع في هذا المجال، ويضعهم على بداية طريق لمستقبل باهر، ويدفعهم للنهوض بمجتمعهم، ويكون لهم إسهامات عالمية.

ويلفت عدوان إلى أبرز المهارات التي تعلمها الطلبة في المخيم، كالتعامل مع أنظمة تشغيل (أردوينو Arduino)، وهو برنامج وسيط شائع مفتوح المصدر يستخدم في الروبوتات.

ويبين أن لوحات "أردوينو" تستخدم لبناء روبوتات صغيرة ولها تحكم منطقي بسيط محدد. ولكن مع محدودية القوة والبرامج الحاسوبية المدمجة، غالبًا ما يتعذر على المطورين الانتقال إلى روبوتات أكثر تعقيدًا.

وأفاد بأن الطلبة تعلموا كيفية برمجة اللوحة، إلى جانب مهارات التعامل مع المتحكمات الاصطناعية، وكيفية تصميم وطباعة نماذج ثلاثية الأبعاد.

وأشار إلى أن اختيار أفكار المشاريع تم على أساس الجدة والقابلية للتنفيذ، وأن تكون ضمن أربع مجالات: المدرسة الذكية، والبيئة الخضراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمدن الذكية.

ويقول عدوان إن المدرسة وبدعم من "أحباء غزة ماليزيا" يطمحان لإعداد جيل يحمل رسالة العلم، ويواكب التطور التكنولوجي العالمي، مؤكدًا أن الطلبة المشاركين أبدعوا في مشاريعهم المجتمعية.