ضمن إدارتها لمعركة التحرير المستمرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ورفضها تجاوز قواعد الاشتباك في غزة، تصدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، لطائرات الاحتلال، بصواريخ أرض جو ومضادات أرضية، لحظة تنفيذها غارات على مواقع في القطاع في ساعة مبكرة من فجر أمس.
رسائل بالنار بعث بها الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لكيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال استخدام "القسام" صواريخ مضادة للطيران، كما يقول مراقبون، من بينها أن الكتائب لن تسمح بتغيير المعادلات، وستواصل تطوير قدراتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: ما هي رسائل كتائب القسام من إطلاق صواريخ "أرض جو"؟
وأعلنت القسام في بيان مقتضب، أن دفاعاتها الجوية تصدت فجر أمس "للطيران الحربي الإسرائيلي المعادي في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض-جو وبالمضادات الأرضية"، كما عرضت بعد ساعات مشاهد مصورة.
وكانت الكتائب استخدمت في أبريل/ نيسان 2022 صاروخ "ستريلا 2" أو "سام 7"، في التصدي لطيران الاحتلال خلال ضربه مواقع بغزة.
وصاروخ "ستريلا" الروسي هو نظام دفاع جوي صاروخي محمول على الكتف من نوع أرض – جو، سوفيتي قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري.
ويمكن للصاروخ تدمير الأهداف الجوية دون الصوتية، والخالية من الصوت (الطائرات الثابتة الجناحين، المروحيات، الطائرات المسيرة) في الارتفاعات الأرضية، والمنخفضة.
قلعة حصينة
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد، أن امتلاك المقاومة ترسانة من السلاح الفاعل، يعد تحديًا كبيرًا على الاحتلال الذي يلاحق الفلسطينيين بسبب الكلمة، إضافة إلى أنها رسالة بأن الشعب الفلسطيني قادر على المقاومة وامتلاك كل الأدوات اللازمة لذلك.
ويقول العقاد لـصحيفة "فلسطين": "تحوُّل غزة لقلعة حصينة موحدة في مواجهة الاحتلال بهذا المستوى من الأداء الثوري، يعد معادلة كبيرة جدًا".
ويضيف: "المقاومة رسخت قوة ردعية عالية المستوى في مواجهة الاحتلال، حيث لها هامش حركة غير قليل، مع تقييد فرص إجرامه ضد المقاومة".
ويبين أن "المعادلات مستمرة وقائمة وهي في تقدُّم لصالح المقاومة في كل جولة بالاتجاه المناقض لما يريده الاحتلال".
وينبه العقاد إلى أن استخدام كتائب القسام صواريخ مضادة للطيران ليس جديدًا، فقد تصدى مقاتلوها أكثر من مرة للطائرات الحربية بمضادات مختلفة، وهو ما يعد بمثابة تحدٍ من المقاومة.
يقظة وجهوزية
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد المغربي، أن تصدي كتائب القسام لطائرات الاحتلال بصاروخ أرض جو له دلالات عدة، أبرزها اليقظة والجهوزية العالية لأفراد الكتائب للتصدي لأي عدوان ضد قطاع غزة.
ويقول المغربي لـصحيفة "فلسطين": "يعزز هذا التصدي تثبيت وتعزيز قواعد الاشتباك وفرض معادلة الردع، بأن القصف سيقابله قصف، وفي ذات الوقت تفويت الفرصة على الاحتلال للقيام بجولات تصعيد صغيرة تستنزف المقاومة ومقدراتها".
ويضيف: "تصدي القسام للطائرات الإسرائيلية مرات عدة بصواريخ أرض جو خلال هذا العام فاجأ قادة الاحتلال، ويدلل على تطور أداء المقاومة الفلسطينية وقدرتها على إيذاء الاحتلال وإشغاله بكل الوسائل والإمكانات المتاحة".
ويوضح أن تصدي القسام بهذه الصواريخ أجبر طائرات الاحتلال على الطيران لمسافة أعلى لتجنب الإصابة، وبالتالي إضعاف قدرتها التكتيكية على ضرب الأهداف داخل غزة بسهولة.
فيما قال الأسير المحرر، منصور ريان في منشور على فيسبوك: "إن هذا التطور الكبير لكتائب القسام جزء من سلسلة تطورات بدأت بالصواريخ التي ضربت القدس وغوش دان، والكثير من الأمور التي لا نعلمها".