فلسطين أون لاين

​شهر على حصار "كوبر".. القرية تعيش أجواء انتفاضة الأقصى

...
رام الله / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

ما زال الاحتلال الإسرائيلي يواصل فرض حصاره المشدد على قرية كوبر شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، الذي خرج منها منفذ عملية مستوطنة "حلميش" الأسير عمر عبد الجليل العبد في الحادي والعشرين من شهر يوليو/ تموز المنصرم.

ومنذ اليوم الثاني للعملية اقتحمت قوات الاحتلال قرية كوبر ودهمت منزل عائلة الشاب العبد، وأخضعت عائلته للتحقيق الميداني وسط كيل من الشتائم والألفاظ النابية وتفتيش تخريبي لمحتويات المنزل، مع اعتقال مع بعض أفراد العائلة وسكان القرية.

وهدمت الجرافات الإسرائيلية، فجر الأربعاء الماضي، منزل الأسير عمر العبد، الذي نفذ عملية طعن أدت لإصابة عمر واعتقاله، ومقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع بعد اقتحامه منزلهم بمستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي قرية "النبي صالح" شمال غرب رام الله.

رئيس مجلس قروي كوبر عزت بدوان، أوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي باشرت منذ الساعات الأولى لتنفيذ عملية "حلميش" بحملة تنكيل واستهداف غير مبرر بحق سكان القرية، عبر إغلاق الطرق الرئيسة وتقييد حركة الدخول والخروج، فضلا عن حملات المداهمة والتفتيش.

وقال بدوان لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يطبق منذ قرابة الشهر سياسة العقاب الجماعي بحق أهالي كوبر، دون رقيب أو حسيب، في انتهاك واضح للمواثيق والأعراف الدولية التي أكدت على حماية المدنيين وعدم التعرض لهم".

وأضاف: "تداهم قوات الاحتلال بين الحين والآخر عددا من المنازل في القرية، تشمل منازل عائلة العبد وأخرى لأسرى محررين"، مشيرا إلى أن الاحتلال ما زال يغلق المدخل الشرقي الرئيس للقرية إلا أن شبان القرية يعودون إلى فتح ممرات جانبية بعد انسحاب قوات الاحتلال وتوقف المواجهات.

واعتقل جنود الاحتلال خلال الفترة الماضية عددا من أقارب منفذ العملية عمر عبد الجليل العبد، كان منهم الأب عبد الجليل العبد، الأم ابتسام العبد، والأخوة خالد ومنير، والعم: إبراهيم العبد، حيث يوجه لهم الاحتلال تهمة العلم المسبق بتنفيذ العملية، وعدم منعها.

وقال الناشط الحقوقي مهند عطية: إن الأوضاع المعيشية والحياتية التي تعيشها القرية منذ تنفيذ عملية "حلميش" لا تختلف عن الظروف غير العادية التي عاشتها في بدايات انتفاضة الأقصى عام 2000، من حظر للتجوال وإغلاق لمداخل ومخارج القرية بالسواتر الترابية والاقتحامات الدورية.

وأضاف عطية لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يسعى بشكل أساسي إلى لي ذراع أهالي القرية لترهيبهم وتحذيرهم من الاقدام على تنفيذ عمليات بطولية على غرار عملية الطعن الذي نفذها الشاب العبد"، مؤكدا أن القيود الإسرائيلية زادت من اللحمة الاجتماعية بين سكان القرية.

ولفت إلى أن مجريات الحياة اليومية لسكان القرية تواجه معيقات متزايدة يوما عن الآخر، في ظل اقتراب موعد عودة الطلبة إلى المدارس والجامعات كذلك، الأمر الذي يتطلب تحركا ضاغطا وفاعلا لرفع الحصار غير القانوني المفروض على القرية كسياسة عقاب جماعية.