فلسطين أون لاين

تقرير المقدسي "الخطيب" .. شقاء 20 عامًا جرّفته آليات الاحتلال بـ"لمح البصر"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة – غزة/ يحيى اليعقوبي:

لم تفلح محاولات المزارع المقدسي محمد الخطيب، إقناع دورية عسكرية إسرائيلية بوقف مهمتها في هدم سور أرضه وتجريف مزروعاته المتجذرة في أرضه من أكثر من عقدين.

"ورجيته أوراق المحكمة لكنه لم يقبل التنفيذ" بهذه الحجة القانونية حاول الخطيب من سكان بلدة حزما قضاء القدس، الدفاع عن أرضه وإقناع الدورية العسكرية وقف همجيتها.

اقرأ أيضاً: اعتداءات المستوطنين بالضفة تتزايد مع تدشين 3 بؤر استيطانية جديدة

واقتحمت قوة عسكرية، الثلاثاء الماضي، معززة بآليات ضخمة منزل الخطيب ومزرعته المجاورة، وهو ما دفع العائلة والجيران للاحتشاد أمامهم في محاولة لوقف جريمتهم.

وعاد الخطيب ليقول: "ورجيته أوراق المحكمة" الإسرائيلية، معتقدًا أنه سيكون دليل قوة سيوقف تجريف مزرعته، لكنه سرعان ما أدرك أنه لا قيمة للقرار القضائي الذي لم يلتفت إليه الضابط تحت ذريعة "وجود أمر عسكري للهدم"، وقال له: "لو معك شو ما معك راح أهدملك".

تنكيل بالشجر

أحاط به الجنود ومنعوه من دخول أرضه، فوقف على مقربةٍ يشاهد "أسنان الباقر" وهي تقتلع أشجار الزيتون والحمضيات من جذورها، ثم ترفعها عاليًا وتضربها بالأرض، وتكتمل الجريمة بصعود الباقر على الشجرة وقتلها لمنعه من محاولة إعادة زراعتها أو بث فيها الحياة مرةً أخرى.

واقتلعت آليات الاحتلال نحو 100 شجرة زيتون وحمضيات رواها المقدسي بعرق وجهدٍ على مدار 20 عامًا، تحت ذريعة وجود "شارع أمني".

يفند الخطيب ادعاءات جيش الاحتلال، مستعرضًا بعض الأدلة، أولها: أن الشارع الرئيس الذي يربط رام الله بالخليل يبعد نحو كيلومتر عن أرضه، وثانيها: أن الجيش أقام ساترًا على طول 500 مترً بارتفاع 3 أمتار يمنع المشي ويحاصر بلدة حزما، وبالتالي يستحيل قدوم الشباب الثائر من أرضه.

لم تكتفِ قوات الاحتلال بتجريف الأرض، بل هدمت مخزنًا يملكه الخطيب مجاورًا لمنزله، وكانت قبل ذلك قد هدمت ثلاثة محال تجارية له، يتابع بقهر: "لا أعرف إن كانوا يستهدفونني شخصيًا أم لا .. هدموا محالي التجارية من بين عشرات المحال في المدينة".

ويتحسر الخطيب على ضياع تعب السنين، متوقفا عند علاقته مع الأرض: "منذ عشرين عاما أعمل في أرضي، رويتها بدمي وعرقي .. كل هذا التعب يروح بخمس دقائق".

يتساءل نبرة القهر: "لا أعرف ماذا يؤثر عليهم شجر الزيتون؟، ليتم ضربه وتكسيره وخلعه من الجذور ثم التنكيل به"، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال سيّجت الأرض ومنعته من العودة إليها مرة أخرى.

وينبه إلى أن وحشية الاحتلال وعنصريته دفعته إلى عدم الاستماع لرئيس بلدية حزما، ولا للمحامي الذي وصل إلى المكان في محاولة لوقف أمر الهدم.

في لحظةٍ أدرك الخطيب أنه أضاع وقته بالتوجه لمحاكم إسرائيلية "صورية"، مؤكدا أن "القضاء والجيش يجمعهم هدف واحد هو تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم".