فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

مونديال قطر وعزلة الاحتلال

كشف مونديال قطر 2022 عن مكانة فلسطين في قلب وعقل ووجدان الجماهير العربية والإسلامية ولدى كثير من أحرار العالم، وفي ذات الوقت أظهر مدى العزلة التي يعيشها الاحتلال، ومدى كره الشعوب لهذا الكيان، كما بين أن محاولات الاحتلال السابقة (للانخراط والاندماج) داخل المنطقة العربية باءت بالفشل، وأن أي مراهنة على تزييف الحقائق وتضليل الشعوب لن يكتب لها النجاح، وهذا يعني أن مشروع التطبيع الذي بذلت فيه جهود كبيرة ورصدت له موازنات ضخمة في شتى المجالات ارتطم في "حائط وعي الأمة"، وتحطم على صخرة حب الجماهير والشعوب لفلسطين، فما حدث في قطر ليس وحده "الموقف الكاشف" لهذا الحب والتضامن، لكنه الأبرز والأهم في ظل إحدى أهم الفعاليات الرياضية الدولية، التي تتم بحضور شعبي ورسمي لملايين الأشخاص من دول العالم، وتحت تغطية مكثفة من وسائل الإعلام العالمية التي نقلت في مختلف المحطات أوجهًا متعددة من التضامن مع فلسطين.

يأتي ذلك في ظل (مقاطعة شديدة) لإعلام الاحتلال خلال المونديال الذي فشل فشلا ذريعا في ممارسة مهامه الإعلامية نتيجة الرفض المستمر لإجراء المقابلات معهم، ليس هذا فحسب بل التعرض للوم والانتقاد والمضايقات المستمرة من الحضور حال معرفتهم بأن هذه القناة أو هذا المراسل إسرائيلي، وهذا ما أشعر المراسلين بالإحباط الشديد وجعل مهمتهم "شاقة وعسيرة"، وأكثر من ذلك في شعور معظمهم بالخطر، الأمر الذي أجبرهم في النهاية على انتحال أسماء وصفات إعلامية أخرى، وتقديم أنفسهم على أنهم من "الإعلام الغربي"؛ كي يتفادوا هذه الصعوبات ويحموا أنفسهم من أي اعتداء محتمل ويتمكنوا من الحضور بسلام دون أن يتعرضوا للانتقاد والشتم واللوم المستمر، وهذا بدوره أدى للقضاء على الحضور الإعلامي لقنوات ومراسلي الاحتلال وأصبحوا فعليًّا غير موجودين وفقدوا أي قدرة على التأثير وخسروا فرصة عالمية لحشد أي تأييد لكيانهم الاحتلالي العنصري وبقوا كاللصوص يتسللون بالكاميرات دون أن يستطيعوا الظهور بصفة رسمية.

هذا الحدث العالمي شكل أكبر فوز لفلسطين وقضيتها إذ استطاعت الشعوب العربية والإسلامية ومعها أحرار العالم تسديد أهداف ممتازة في مرمى الاحتلال وحققت عدة مكاسب لفلسطين لم يسبق أن حصلت عليها بهذه الصورة وفي وقت قياسي وأبرزها: 

أولا: رفع مكانة فلسطين وتعزيز حضورها لتكون القضية الأهم والأبرز في مختلف محطات وفعاليات وجوانب المونديال وإعادة الاعتبار لقضيتها الوطنية كقضية عادلة تحتاج لمزيد من التضامن الدولي والإسناد العالمي لنيل حقوقها العادلة وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال.

ثانيا: وجهت ضربة قاسمة لمسار التطبيع ولمن يسيرون في ركبه وقضت على آمال وأحلام الاحتلال في إمكانية غسل عقول الشعوب وتغييب وعيهم وقلب الحقائق وتحييد قضية فلسطين لتكون على هامش اهتمام الجماهير العربية والإسلامية.

ثالثا: حاصرت الاحتلال وأظهرته بأنه منبوذ ودخيل على المنطقة وغير مقبول وأجبرته على التواجد متخفيًا وقضت على حظوظه في استثمار فعاليات المونديال بأي صورة وعرضت ممثليه للخطر.

رابعا: أسست لمسار جديد من الدعم واإاسناد لقضية فلسطين فما حدث هو نقطة تحول مهمة سيكون لها ما بعدها على الصعيد السياسي والإعلامي وهي خطر وتهديد جديد في وجه الاحتلال بأن هناك إنذارات قادمة من محيط الكيان تنطلق من مختلف البلدان العربية والإسلامية.