لم تكن عملية هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي مسجدًا قيد الإنشاء في مدينة قلنسوة في منطقة المثلث بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، سوى حلقة من سلسلة متكاملة وممنهجة من الاعتداءات الإسرائيلية على المساجد والأراضي الفلسطينية بغية تهويدها في نهاية المطاف.
ورأى مختصون أن إقدام الاحتلال على هدم مسجد قيد الإنشاء في قلنسوة، يشكل مزيدا من تغول الاحتلال واستقوائه على المدينة المحتلة، وإصدار قرارات هدم بحق البيوت والمساجد والمنازل وتشريد الفلسطينيين منها، بحجج واهية.
وأقدمت جرافات الاحتلال، صباح أول من أمس، على هدم مسجد قيد الإنشاء في مدينة قلنسوة، في الداخل المحتل بحجة البناء غير المرخص وإقامته على أرض زراعية غير مخصصة للبناء.
قرارات هدم
ووفق الناشط الشبابي عبد الرحيم عودة، فإن المسجد أقيم على أرض مملوكة لشخص من مدينة الرملة في الداخل المحتل، وبدأ العمل به قبل نحو أسبوعين وكان يراد إقامته بأسرع وقت ممكن.
وذكر أن الادعاء بهدم المسجد بسبب مرور خط الكهرباء أقامه الاحتلال أسفل المبني منذ أعوام، ولأنه غير مرخص هو ادعاء سخيف ولا أساس له من الصحة، مؤكدًا أن الاحتلال يعطل ويعرقل الحصول على تراخيص البناء لعشرات الآلاف المباني.
ويخشى عودة، أن يكون هدم المسجد مقدمة لهدم مزيدًا من المساجد والمنازل والمدارس في المدينة، داعيًا الأهالي للانتفاض بوجه الاحتلال في محاولة للتصدي ومنع سياسة الهدم أو تكرارها، مردفًا: إنْ تصدينا لقرارات الهدم ووقفنا سدًا منيعًا في وجهها فسيفكر الاحتلال ألف مرة حينما يقدم على تنفيذ أو إصدار قرارات بالهدم.
تضييق الخناق
بينما أكد عضو اللجنة الشعبية في قلنسوة مؤيد العقبي، أن الاحتلال يتعمد تضييق الخناق على الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948.
وقال العقبي لمراسل صحيفة "فلسطين": إن الاحتلال يسعى جاهدًا منذ عام 1948، لطمس المعالم الإسلامية والفلسطينية في الداخل المحتل، وهدم القرى الفلسطينية وإغلاق مئات المقامات والمساجد في دلالة على عنصريته وعنجهيته وتزييف الحقائق التاريخية، ومحاولة لفرض ثقافته الاحتلالية.
ووصف إقدام الاحتلال على هدم المسجد في قلنسوة، بأنه اعتداء على المقدسات والأماكن الدينية الخاصة بالمسلمين وتحدٍ واضح لمشاعرهم، داعيًا لوقفة جدية لمنع تكرار عمليات الهدم من الاحتلال الذي لا يدخر فرصة في دفع المنطقة بأسرها إلى "حرب دينية"، مطالبًا العالم بالتصدي لجرائم الاحتلال ومنعه من التغول على الفلسطينيين ومساجدهم.
وذكر العقبي أن المنطقة الذي هدم فيها المسجد كانت بحاجة إليه نظرًا لبعد المساجد الأخرى عنها ولارتفاع الكثافة السكانية بالمكان، مؤكدًا أن الأهالي صدموا بعملية الهدم.
ويبلغ عدد المساجد المنتشرة في قلنسوة بالداخل المحتل عام 1948، خمسة مساجد، بحسب عضو اللجنة الشعبية بالمدينة، الذي لم يخفِ خشيته أن تقدم سلطات الاحتلال على تنفيذ عمليات هدم بحق المساجد والمنازل.
وشهدت الأشهر الأخيرة بحسب منظمة "يش دين" الحقوقية ارتفاعًا في الهجمات العنصرية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم التي يرتكبها مستوطنون فتم الاعتداء وإحراق وتدمير عشرات المساجد في مختلف المدن والقرى بالضفة الغربية.