فلسطين أون لاين

أحدثها إعدامه 5 مواطنين بالضفة

في يوم التضامن مع شعبنا.. الاحتلال يدوس الاتفاقيات الدولية ويُمعن في جرائمه

...
في يوم التضامن مع شعبنا.. الاحتلال يدوس الاتفاقيات الدولية ويُمعن في جرائمه
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

في الوقت الذي يتغنى فيه العالم بتضامنه مع الشعب الفلسطيني، يدوس الاحتلال الإسرائيلي بأقدامه كلَّ الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي أقرَّتها الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الحقوقية، ويُمعن في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني أينما وجد.

ووافق أمس، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، وتزامنت هذه الذكرى مع جريمة بشعة ارتكبتها قوات الاحتلال بإعدام خمسة مواطنين، اثنان منهم شقيقان، بالضفة الغربية المحتلة صباح أمس.

تحركات فعلية

وأكد مدير البرامج في مؤسسة الحق تحسين عليان ضرورة أن يشكل يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني انتقالاً مهماً من الجوانب الاحتفالية البروتوكولية إلى دائرة الفعل، ونُصرة الفلسطينيين.

وقال عليان في حديث لصحيفة "فلسطين": إن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني الاحتلال الجاثم على أرضه منذ نحو 70 سنة ارتكب خلالها جرائم بشعة، وسط صمت عربي ودولي، وهو ما يتطلب تحركًا من الأمم المتحدة ودول العالم لفرض عقوبات على (إسرائيل) لتنهي احتلالها لفلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير.

ولفت إلى أنّ مواصلة الاحتلال جرائمه ضد الشعب الفلسطيني تأتي في سياق أنه يعدُّ نفسه "دولة فوق القانون ومحمية من المساءلة"، مُنبهًا على أنّ صمت المجتمع الدولي والعالم والأمم المتحدة وعدم فرض عقوبات عليه هو الذي يُشجّعه على ارتكاب المزيد منها.

وطالب عليان المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني عبر فرض عقوبات على الاحتلال ومحاسبة قادته، مشيرًا إلى أنّ التوجه للمحكمة الجنائية الدولية هو الملاذ الأخير للفلسطينيين.

وأيّد ذلك المحامي والناشط في حقوق الإنسان سعد شلالدة، بتأكيد ضرورة تنظيم حملات واسعة في العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتنفيذ العملي لذلك وليس الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية فقط.

وأكد شلالدة في حديث لـ"فلسطين" أنّ الاحتلال يُمعن في ارتكاب الجرائم والمجازر، في خطوات مخالفة لكل الشرائع والاتفاقيات الدولية التي ترعى حقوق الإنسان، مُنبهًا على أنّ الأمم المتحدة أصدرت الكثير من القرارات الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته، لكنها بقيت "حبرًا على ورق" ولم يُتعامل معها أو تُنفّذ.

واتهم دول العالم بالتعامل مع القضية الفلسطينية بـ"مكيالين"، منتقدًا في الوقت ذاته ضعف دور السلطة في إظهار جرائم الاحتلال عبر سفاراتها المنتشرة حول العالم.

وعدَّ أنّ الصمت الدولي والعربي يُشجّع الاحتلال على التغوُّل وسفك دماء الشعب الفلسطيني، وأنّ جريمته في رام الله صباح أمس إضافةٌ إلى سجل جرائمه المتواصلة منذ عقود، داعيًا إلى التحرك الفلسطيني على أوسع نطاق لمقاضاة قادة الاحتلال وتقديم شكاوى ضده في المحكمة الجنائية الدولية.

كلام في الهواء

من ناحيته، رأى المحلل السياسي عدنان الصباح أنّ التضامن مع الشعب الفلسطيني "مُجرد كلام في الهواء" مستدلًّا على ذلك بالمواقف الدولية غير المُطبّقة على أرض الواقع، وصمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال.

وشدد الصباح في حديث لـ"فلسطين" على ضرورة تنفيذ الأمم المتحدة قراراتها بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية أكثر قضية حصلت على قرارات أممية "لكنها ظلّت حبراً على ورق دون تنفيذ".

وأكد أن الأمم المتحدة لم تلتزم أيَّ شيء له علاقة بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى الصمت الدولي، ما شجع الاحتلال على ارتكاب جرائم ممنهجة يوميًّا ضد الفلسطينيين.

وقال: "العالم يعترف بدولة الاحتلال ويقيم معها علاقات تساعدها على الإمعان في جرائمها، وكل ذلك على حساب شعبنا"، معتبرًا إياه شريكًا بصمته.

وعبَّر عن استغرابه من بعض دول العالم التي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنها تغض الطرف عن جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مردفًا: "العالم في سبات عميق ولا يريد أن يسمع أو يرى".