فلسطين أون لاين

تقرير صالة سعد صايل بغزة.. نُسخة مصغرة من الأجواء الحماسية بكأس العالم

...
صالة سعد صايل بغزة.. نُسخة مصغرة من الأجواء الحماسية بكأس العالم
غزة/ يحيى اليعقوبي:

ما إن تمر بجانب صالة "سعد صايل" الرياضية وسط مدينة غزة، حتى تنجذب لأصوات هتاف الجماهير الصادرة من الصالة المغطاة، في مشهد مصغر لما يعيشه المشجعون داخل ملاعب كأس العالم في قطر.

تنجذب عيون الحاضرين نحو شاشة عرض كبيرة تبث المباريات بجودة عالية، تحيط بها من الجانبين صورتان لأمير دولة قطر تميم بن حمد ووالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبجانبهما ترتفع أعلام الدول العربية الأربع المشاركة بالبطولة ويحتضنهم من الجانبين علم فلسطين.

في سقف الصالة الرياضية تتدلى أعلام الدول الـ32 المشاركة في كأس العالم، ويمر من فوق رؤوس الجماهير علم قطر العنابي، فيما رصت على الأرض مقاعد وطاولات بلون عنابي، إضافة لمدرجي الصالة التي تتسع لثلاثة آلاف مشاهد.

على جانبي جدران الصالة التي اكتست بلون علم قطر العنابي، علقت لافتات تظهر الدعم العربي والفلسطيني لقطر منها "غزة تدعم العنابي"، و"مونديال كل العرب"، وصور للاعبي المنتخب القطري، وصور أخرى لملاعب المونديال الثمانية.

أجواء حماسية

في الدقيقة التاسعة من المباراة التي جمعت المنتخبين التونسي والأسترالي، كسر صوت هتاف الجماهير صمتًا ساد المكان لعدة دقائق ارتفعت معه الأيادي للأعلى مع فرصة أتيحت للمنتخب العربي، تكرر الأمر ذاته في الدقيقة (65) لحظة قطع الكرة للمنتخب التونسي تلاها هجمة للاعب يوسف المساكني، والدقيقة (87) حينما أتيحت فرصة أخرى لتونس لإدراك التعادل.

ولم تغب علامات الحزن عند انتهاء المباراة بهزيمة المنتخب العربي التونسي عن وجوه الحضور في الصالة الرياضية، والذين تفاعلوا مع الفريق التونسي، وفعلوا الشيء نفسه مع كل المنتخبات العربية، مؤكدين الانتماء لعروبتهم وتفاعلهم معها.

بينما كان يستمع حازم البايض (49 عامًا) وهو من سكن حي الدرج شرق مدينة غزة للمباراة عبر الراديو حمله الحماس لقلب صالة سعد صايل، ليلتقي بصديقه هيثم الجاروشة (45 عامًا) من منطقة جباليا شمالي القطاع، ليجلسا معًا يتابعان المباراة ويتبادلان أطراف الحديث.

يعبر الجاروشة لصحيفة "فلسطين" عن سعادته بالأجواء وعينه تنظر نحو الشاشة، قائلا: "الحماس هنا جميل، تعيش معها الأجواء، أول مرة أحضر هنا، وجئت لتشجيع المنتخبات العربية المشاركة، خاصة أنك تشاهدها مع الأحباب وأبناء شعبك شيء جميل جدا".

بينما قال البايض بابتسامة تعلو ملامحه: "جئت هنا وتركت الراديو، كأني ذاهب للملعب، لا أصدق أني في غزة".

شاشة تجمع الأصدقاء

ورغم امتلاك محمد أبو عودة لإنترنت وشاشة في منزله تساعده على مشاهدة مباريات المونديال، فإن الترتيب والنظام في الصالة جعلته ينتمي لهذا المكان المنظم، في وجود شاشة عرض بجودة عالية، كما قال.

خارج الصالة لم تخفِ ملامح خالد أيوب نظرات الحزن ولا صوته لخسارة المنتخب التونسي: "متضايق عشان منتخب عربي خسر، الأداء كان ضعيفًا، اللاعبون كانوا خائفين"، معربًا في الوقت ذاته عن سعادته بالأجواء.

على باب الملعب بقي الطفل أكرم (12 عامًا) وأصدقاؤه والكثير من الشباب ينتظرون مباراة المنتخب السعودي قبل ساعة من انطلاقها، يؤكدون أن أهل غزة يحبون الحياة، والفرح وكل ما يبعث السعادة التي يصنعوها هنا من بين أنياب الحصار والمآسي والفقر والمعاناة.

من جانبه، أكد رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في اللجنة القطرية عبد الرحمن الخالدي، أن اللجنة جهزت صالتين لعرض مباريات المونديال في غزة ورام الله، حرصًا منها على توفير أماكن لمتابعة مباريات البطولة التي تقام لأول مرة في بلد عربي.

وقال الخالدي لصحيفة "فلسطين": إن الهدف من التجهيزات بغزة ورام الله، توفير مكان مناسب للمتابعين والمهتمين برياضة كرة القدم التي تلقى رواجا عالميا خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة مما يشكل عائقًا لمتابعة المباريات وتوفير الاشتراك بالقنوات المدفوعة.

ولفت إلى أن الأعداد الحاضرة في غزة فاقت التوقعات وتجاوزت أعدادها عن السعة المحددة خاصة في مباريات الدول العربية ومباريات المنتخب القطري، بحضور السفير القطري محمد العمادي.