"حرام لاعب بموهبة زياش وقدمه اليسرى لا يتواجد معنا في كأس العالم"، بهذه الكلمات علق المدرب الجديد للمنتخب المغربي وليد الركراكي على عودة نجم تشلسي الإنجليزي حكيم زياش إلى صفوف "أسود الأطلس" بعد استبعاده من سلفه البوسني وحيد خليلودجيتش.
كلام الركراكي حول القدم اليسرى لزياش أكّد وصف زميل الأخير في النادي اللندني الدولي السويسري دنيس زكريا، قدمه بـ"الجنون"، مضيفاً "لم أر قط قدما يسرى مثل قدم زياش.. أووف.. إنه الجنون بعينه!!".
كان زياش (29 عاما) من العناصر "غير المرحّب" بها من خليلودجيتش لخلافات معه، فأعلن اعتزاله دولياً بسبب ذلك، بل أنه كان أحد الأسباب التي أدت إلى إقالة المدرب البوسني الفرنسي من منصبه.
سابقة في عهد رونار
دفع خليلودجيتش ثمن تعنته باستبعاده رغم مطالبة الجماهير المغربية بضرورة الاستعانة بخبرته وموهبته وخدماته في ظل غياب الإبداع في خط وسط "أسود الأطلس"، خصوصا عقب الخسارة المذلة امام الولايات المتحدة بثلاثية نظيفة وديا في حزيران/يونيو الماضي.
خليلودجيتش الذي اتهم زياش بانه لا يمكن "الوثوق به ويثير المشاكل" في صفوف الفريق، دخل في حرب تصريحات مضادة لرئيس الاتحاد المغربي للعبة فوزي لقجع الذي حرص على الاجتماع به والتأكيد على وضع الخلافات جانبا من أجل مصلحة المنتخب.
لم تكن المرة الاولى التي يعاني فيها زياش من خلاف مع مدرب للمنتخب المغربي، فقد عاش الامر ذاته مع المدرب الفرنسي هيرفيه رونار عام 2016، بسبب غضب نجم أياكس أمستردام وقتها من استبعاده عن تشكيلة 18 لاعبا وجلوسه في المدرجات خلال مواجهة الرأس الأخضر في ذهاب التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا، واقتصار مشاركته على دقائق غير كافية إيابا في المغرب.
كانت النتيجة استبعاد زياش من النهائيات القارية مطلع 2017 في الغابون، بعدها رفض الالتحاق بالمنتخب منتصف العام ذاته، لكنه عاد في أواخره بعد جلسة صلح بتدخل من رئيس الاتحاد لقجع ومطالبة جماهيرية ملحة، فأبلى البلاء الحسن في مونديال روسيا حيث كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من العبور الى دور الـ16.
قال الركراكي خلال مؤتمر صحافي مطلع أيلول/سبتمبر لإعلان تشكيلته الأولى منذ تعيينه إن "التواصل مع زياش كان سهلا وأنا مرتاح لاننا فعلنا كل ما في وسعنا لكي يعود وهو وافق على العودة.. لا يمكن ان نخوض نهائيات كأس العالم في غياب لاعب بقيمة وجودة زياش".
التاريخ يعيد نفسه
وتابع "زياش سيعطينا الإضافة وسيأتي ليقاتل. زياش يحب بلاده وأظهر ذلك منذ البداية بتفضيله الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي على غرار (أشرف) حكيمي و(نصير) مزراوي خلافا للاعبين آخرين، وبالنسبة لي فاللاعب الذي يختار بلاده سأساعده ولكن بالجودة".
وأردف قائلا "رغم أنه لا يلعب بانتظام في تشلسي وهذه حالة العديد من اللاعبين الدوليين في صفوف النادي اللندني والذين لا يلعبون بانتظام أيضا، لكن لاعب مثل حكيم يجب وضعه في أفضل الظروف ليقدّم لنا الافضل وهو سعيد بذلك خصوصا وأنه غاب لأكثر من عام ونصف عن المنتخب".
يعيد التاريخ نفسه بالنسبة الى زياش بعودته الى تشكيلة منتخب بلاده عشية العرس العالمي، لكنه هذه المرة يجد نفسه أمام رهانين، الأول رد الدين لشعب بأكمله طالب بإلحاح بانضمامه إلى تشكيلة أسود الأطلس، والثاني إعادة اكتشاف نفسه واستعادة أيامه الخوالي مع أياكس أمستردام بعدما خفت بريقه مع تشلسي منذ انضمامه الى صفوفه صيف 2020.