تحوّل زمن التسعين دقيقة في مباراة كرة القدم الى مجرّد رقم افتراضي استناداً الى المباريات التي أقيمت حتى الآن في مونديال قطر 2022، ما يُثبِتُ أن ما أطلقه رئيس لجنة الحكام في "فيفا" الإيطالي بييرلويجي كولينا لم يكن مجرد تهديد أو حبر على الورق.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كان مجموع الدقائق المحتسبة كوقت بدل ضائع في المباريات الأولى من المونديال القطري 65، بينها 27 دقيقة في مباراة إنجلترا وإيران (6-2) التي انتهت في الدقيقة 117 بعدما احتسب الحكم 14 دقيقة إضافية في الشوط الأول وحده.
لكن زمن الـ117 دقيقة ناجم في هذه المباراة بالتحديد عن توقف لفترة طويلة بسبب إصابة لاعب في كل من الشوطين، أخطرهما في الأول للحارس الإيراني علي رضا بيرانوند الذي أصيب بارتجاج دماغي بعد اصطدامه وجهاً لوجه بأحد زملائه في الفريق.
لكن في المباريات الثلاث الأخرى التي جمعت قطر المضيفة بالإكوادور، السنغال بهولندا، وويلز بالولايات المتحدة، احتُسب أكثر من 10 دقائق كوقت بدل ضائع من دون أن تشهد أي منها إصابات خطيرة أوجبت توقفات طويلة.
يمكن العثور على تفسير لهذا الأمر في كلمات رئيس لجنة الحكام في "فيفا" كولينا الذي أعلن الخميس الماضي أن الحكام سيكونون "منتبهين جداً" لوقت اللعب الفعلي.
وأوضح "نريد تجنب المباريات التي يكون فيها اللعب الفعلي 42، 43، 44 دقيقة. لذلك، يجب تعويض الزمن الضائع في التبديلات (اللاعبين)، ركلات الجزاء، الاحتفالات (بالتسجيل)، تلقي العلاج أو بالطبع حكم الفيديو المساعد (في أيه آر)".
وأضاف الحكم الإيطالي السابق "يمكن أن تستمر الاحتفالات في بعض الأحيان 90 ثانية. هذه المرة يجب تعويضها"، بهدف "احترام المتفرجين والمشاهدين خلف شاشات التلفزة".
تشنجات عضلية بالجملة
وحتى إن كانت النية جديرة بالثناء، فهي تفرض بعض السلبيات.
ففي نهاية الشوط الأول من مباراة الولايات المتحدة وويلز (1-1) الإثنين، قرر الحكم القطري عبد الرحمن ابراهيم الجاسم احتساب 9 دقائق كوقت بدل ضائع.
لكن خلال هذه الفترة، تهاوى العديد من اللاعبين بسبب التشنجات العضلية ما استدعى علاجهم داخل الملعب، وهذا الأمر أدى الى مزيد من الوقت الإضافي.
واستغرق الشوط الثاني أكثر من 55 دقيقة من دون أي يشهد أي اصابات خطيرة أو تدخل لحكم الفيديو المساعد "في أيه آر" مع تسجيل هدف واحد فقط.