قائمة الموقع

العريس "إسلام بني شمسه".. أنزلته أجهزة السلطة عن "جبل صبيح" لسجن أريحا

2022-11-23T09:00:00+02:00
إسلام بني شمسه

كان الاعتقال أشبه بعمليات السطو المسلح، أو الاختطاف من عصابات أو قطاع طرق، حينما تلقى إسلام بني شمسه (27 عامًا) من قرية "بيتا" جنوب نابلس، اتصالًا هاتفيًّا لطلب نقل حمولة بضائع بشاحنته الجديدة التي اشتراها له والده بعدما باع قطعتيْ أرض.

قبل أن يصل إلى المكان المحدد في قرية "بورين" قضاء نابلس، داهمته قوة ملثمة وحاصرت شاحنته واعتدت بالضرب بالمبرح عليه، دون مذكرة اعتقال أو معرفة من يعتدي عليه إلا عندما وجد نفسه بعد ساعات في سجن السلطة بأريحا، واتضح أن المهاجمين كانوا من عناصر مخابراتها.

بني شمسه الذي عقد قرانه قبل شهر من اعتقاله وكان يستعد لدخول قفص الزوجية، حصل على قراريْ إفراج من محكمة أريحا، إلا أن مخابرات السلطة في نابلس ترفض الامتثال لهما وتواصل اعتقاله لليوم الـ83 على التوالي، تعرض خلالها للضرب والتعذيب.

محرر سابق

في 2021، اعتُقل بني شمسه لمدة ستة أشهر في سجون الاحتلال وأفرج عنه مطلع العام الجاري، بتهمة الحصول على تمويل وذبح عجلين وتوزيعها ومساعدة أهالي شهداء وأسرى، وهي نفس التهم التي تحقق معه عليها مخابرات السلطة الآن، وفق إفادة والده لصحيفة "فلسطين".

بصوتٍ مقهور يقول الوالد: "تفاجأت باعتقاله، وبالتحقيق معه على نفس التهم التي اعتقله الاحتلال لأجلها، ثم طريقة الاعتقال الهمجية على طريقة قطاع الطرق، بلا مذكرة قانونية من النائب العام".

وتساءل بغضب ممزوج بالتهكم: "لماذا أعادوا له نفس التهمة التي اعتقله عليها الاحتلال ستة أشهر ودفع غرامة خمسة آلاف شيقل؟، وهل ذبح عجلين وتوزيع أموال على عائلات جرحى وشهداء، أصبحت تهمة لدى السلطة ليعتقل عليها ابني؟".

خرج إسلام بني شمسه الذي اعتقل عند الاحتلال عدة مرات بلغت في مجموعها سبع سنوات من بيت مناضل، فوالده وأعمامه أسرى سابقون، وهدم الاحتلال بيوتهم، تسكن الحسرة قلبه: "هل هذه مكافأة، أم عقاب؟، حتى الآن لا يزال الأهالي يدافعون عن جبل صبيح، ويفترض أن يكون هناك احتراما للناس المناضلة المدافعة عن الجبل".

ويقول الوالد: إن هكذا نوع من الاعتقال سيؤثر على معنويات الشباب ونفسياتهم سلبا، رغم أنه يفترض رفع معنوياتهم حتى يظلون مدافعين عن جبل صبيح أمام شبح الاستيطان.

ابن الجبل

أقيمت مستوطنة "أفيتار" على قمة جبل صبيح خلال أقل من شهر في مطلع مايو/ أيار 2021، كأول مستوطنة في بلدة بيتا بعد خمس محاولات فاشلة طوال أكثر من 30 عامًا، وتهدد هذه المستوطنة بقطع تواصل البلدة ومصادرة أراضيها، فهي تجثم فوق 20 دونمًا (الدونم ألف متر مربع) وتحتل الجبل بأكمله.

قابل أهالي بيتا إجراءات الاحتلال بانتفاضة مستمرة على مدار الساعة، رفضًا لتهجيرهم وإقامة المستوطنة، وقدموا خلالها عشرات الشهداء والجرحى.

خلال فترة اعتقاله أضرب إسلام لمدة ثلاثين يوما عن الطعام، قبل أن يقطعه بعد تلقيه وعودا بالإفراج عنه لم تلتزم السلطة بتنفيذها، فيما يعرب والده عن قلقه على صحة نجله المتدهورة في سجن أريحا.

تمكن الوالد بني شمسه، من زيارة ابنه إسلام أول من أمس، وهو يطالب بالإفراج عنه لأنه لا يوجد سبب لاستمرار اعتقاله، قائلا: دمروا مستقبله فهو عريس عقد قرانه قبل شهر من اعتقاله، واشتريت له شاحنة كي يعمل عليها ويتزوج خلال الشهور القادمة".

ولأجل شراء الشاحنة باع والده قطعتي أرض، ولا تزال عليه ديون مرتبطة بشيكات، مشيرا إلى أن مخابرات السلطة "اتصلت بصاحب الشاحنة وسألته عن مصدر التمويل وطريقة الشراء، إذ يعتقدون أنه حصل عليها من تمويل خارجي، رغم أني أملك جرافة ونحن نعمل بقيادة الشاحنات منذ زمن، وكل ما يتعرض له ابني من اعتقال، ظلم وبهتان".

اخبار ذات صلة