قائمة الموقع

"عرين الأسود" تعود بتكتيك جديد لتضليل جيش الاحتلال

2022-11-21T08:54:00+02:00
"عرين الأسود" تعود بتكتيك جديد لتضليل جيش الاحتلال

بعد أن شهدت الشهور الماضية استشهاد عدد من قادتها المؤثرين، لجأت مجموعة "عرين الأسود" إلى تكتيكات جديدة تهدف إلى إرباك جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعرقلة وصوله إلى عناصرها.

ونجحت المجموعة في استدراج قوة خاصة تابعة لجيش الاحتلال داخل البلدة القديمة في مدينة نابلس، فجر أول من أمس، ثم أوقعتها في كمين محكم، وباغتتها بإطلاق نار كثيف وتفجير عبوات ناسفة من ثلاثة محاور.

واستخدمت "عرين الأسود" تكتيكًا مختلفًا، في إخفاء قادتها وعناصرها، بهدف منع وصول جيش الاحتلال وعملائه إليهم.

ودعت المجموعة في رسالة المواطنين عبر تطبيق "تليجرام"، إلى عدم تداول أي صورة لأي مقاوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وضبط كاميرات المراقبة المنصوبة أمام البيوت والمحال التجارية.

استخلاص العبر

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد، إن "عرين الأسود" بدأت تنتقل من مرحلة كانت تتسم بالعفوية في التعامل مع جيش الاحتلال، إلى مرحلة ثانية من فعلها الثوري.

اقرأ أيضا: عرين الأسود تستدرج قوة صهيونية خاصة إلى كمين بنابلس

ويضيف العقاد لصحيفة فلسطين: "ستعمل المجموعة بعد استخلاص العبر من المرحلة الأولى، على تحييد قدرة الاحتلال في الوصول إلى عناصرها، من خلال شل قدراته الأمنية في الملاحقة ثم الانطلاق إلى مرحلة ثورية جدية أكثر تعقيدًا في العمل الثوري".

ويضيف العقاد: "نستطيع قراءة بعض التطور الأمني الجديد من خلال بيان مجموعة عرين الأسود الأخير، ويتصاعد مع الحاضنة الشعبية القوية الجديدة التي تسند المجموعة".

ويرى أن تجاوز الكاميرات الأمنية في تعامل "عرين الأسود"، مرتبط نجاحه بتعاون شعبي، يبدأ في تعطيل قدرة جيش في الوصول إلى أفرادها.

ويوضح أنه من الممكن استخدام تلك كاميرات المراقبة الموجودة على الشوارع والمفترقات لصالح "عرين الأسود"، من خلال رصد جيش الاحتلال وقواته الخاصة التي تقتحم مدينة نابلس والبلدة القديمة، والتنبه منهم.

ويشير إلى أن الهواتف الذكية التي تعد ثغرة أمنية، بدأت المجموعة الانتباه لها، واستفادت من المرحلة الأولى في استخلاص العبر، وهو ما كان واضحًا بغياب "عرين الأسود" خلال الفترة الماضي.

واستهدفت قوات الاحتلال مقاومي "عرين الأسود" خلال الشهور الماضية بعمليات عسكرية مركزة داخل البلدة القديمة، كان آخرها في أكتوبر الماضي حينما استشهد القائد بالجماعة المسلحة وديع الحوح إلى جانب أربعة آخرين.

تحديات متعددة

ويتوقع الكاتب والمحلل السياسي، أن يكون الفعل الثوري لـ"عرين الأسود" خلال الفترة القادمة، أكثر تركيزًا وتأثيرًا على الاحتلال، وبالتالي ستدخل الموجة الثورية مرحلة تعقيد أمني في تعقب قادة المجموعة، والوصول إليها.

من جانبه، يؤكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، أن تجربة "عرين الأسود" الذي تعتبر حالة تحدي، بدأت تتحسن في التعامل مع الاحتلال.

ويقول الشرقاوي لـ"صحيفة فلسطين:" "هناك جهات متعددة تواجهها مجموعة عرين الأسود وهي سلطات الاحتلال والسلطة، لذلك يوجد لديها تحديات في التعامل مع الحدث الأمني"، بحسب تعبيره.

ويوضح الشرقاوي أن أهم تحدِ أمام "عرين الأسود" "هي السلطة وأجهزتها الأمنية، خاصة بعد اعتقال قائدها، وتسليم بعض الأفراد أنفسهم"، كما قال.

بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد المغربي، أن الهواتف الحديثة هي أكثر ما يضر برجال المقاومة في الضفة، ويجعل منهم فريسة سهلة لقوات الاحتلال.

ويقول المغربي لـ"صحيفة فلسطين": "الملاحظ مع بداية نشاط عرين الأسود، انتشار بعض الفيديوهات والمقاطع المصورة لعدد من المطاردين، الذين لربما لم يكونوا على دراية كاملة حول خطورتها على حياتهم، وهي التي سهّلت على العدو الوصول إليهم بسرعة".

ويضيف: "أمام هذا الاحتلال الذي يمتلك قدرات تكنولوجية ضخمة، فإن الاستهتار في هذا الأمر وعدم أخذه على محمل الجد، شكّل خطراً كبيراً على المقاومين في الضفة الغربية".

ويوضح أن الفترة الأخيرة ابتعد فيها عناصر "عرين الأسود" عن استخدام الهواتف المحمولة الحديثة، وهو الأمر الذي صعّب المهمة على قوات الاحتلال للوصول إليهم.

وبدأت معالم "عرين الأسود" تتشكل في نابلس عقب استشهاد أدهم مبروكة ومحمد الدخيل وأشرف المبسلط، بعملية اغتيال نفذتها قوة خاصة إسرائيلية تسللت للمدينة في فبراير شباط 2022م.

اخبار ذات صلة