توافق اليوم الذكرى الـ87 لاستشهاد مُلهم الثورة الفلسطينية الشيخ عز الدين القسام، الذي شكّل اسمه "رعباً للأعداء" وذلك بجهاده في سبيل الله ودفاعًا عن فلسطين.
وفي الـ20 من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1935، ارتقى "القسام" في مواجهة مع الجيش الإنجليزي في خربة "الشيخ زيد" بين جنين ويعبد مع اثنين من رفاقه: الشيخ يوسف الزيباوي، والشيخ عطفة حنفي المصري وقد دفنوا ثلاثتهم في مقبرة بلد الشيخ في حيفا.
وولد الشيخ القسام في محافظة اللاذقية في سوريا سنة 1882م، وترعرع داخل مساجد وكتاتيب بلدته "جبلة" متلقيًا تعليمه الابتدائي والديني هناك.
لمّا آنس منه والده رغبة في العلم أرسله إلى الأزهر في مصر، وقد قضى هناك ثمانية أعوام تتلمذ فيها على يد ثلة من الشيوخ وتعلم العلوم الدينية والفقه والتفسير والحديث، ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه بعد أن نال الإجازة العالمية الدّالة على تضلعه في العلوم الإسلامية، ثم غدا فقيهًا في كل ما جمع من العلوم والمعارف.
بدأت مسيرة عز الدين القسّام عند اشتعال الثورة ضد الفرنسيين بسوريا حيث شارك فيها، وقد حاولت السلطة العسكرية الفرنسية شراءه وإكرامه بتوليته القضاء فرفض ذلك.
أصبح القسام مطاردًا من الفرنسيين ففرّ إلى فلسطين سنة 1921، حيث نشط بين أهل حيفا يعلمهم القراءة والكتابة ويحارب الأميّة المتفشية بينهم وذلك في مسجد الاستقلال في الحي القديم وهو ما أكسبه تقديرًا واحترامًا وتأييدًا.
اقرأ أيضا: حملة تغريد تزامنًا مع الذكرى الـ87 لاستشهاد الشيخ "القسام"
في سنة 1926 ترأس الشيخ القسّام جمعية الشبان المسلمين وكان يدعو للجهاد ضدّ المستعمر البريطاني واشتهر بين أهل حيفا بالورع الديني وأنّه شيخ محمود السيرة في صدقه ووطنيّته.
الشرارة الأولى
في 15 نوفمبر 1935 اكتشفت القوات البريطانية أمره وحاصرت مكان اختبائه في قرية البارد، لكنه استطاع الهرب مع 15 فردا من أتباعه إلى قرية الشيخ زايد.
وفي 19 من الشهر ذاته، لحقت القوات البريطانية بالقسام ومن معه وطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلا، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، ارتقى الشيخ عز الدين القسام وبعض رفاقه شهداء في نهايتها يوم 20 نوفمبر وجُرح وأُسر الباقون.
أصبح القسّام علمًا من أعلام الجهاد يتردد اسمه في بلاد فلسطين كلها. وعُرف هذا الاندلاع بـ" ثورة القسّام" وأسفرت المواجهة عن استشهاد عز الدين القسّام.
وكان لاستشهاد المجاهد القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936. كما دام اسم القسام متلألئا في فضاء العالم، فقد تخلد اسمه من خلال كتائب الشهيد عز الدين القسام التي أذاقت الاحتلال الويلات ولا تزال على مدار سنوات الاحتلال.