قائمة الموقع

قلعةُ القدس.. معلم تاريخي يقاوم التهويد والتزييف الإسرائيلي

2022-11-19T09:21:00+02:00
قلعة القدس

تعدُّ قلعة القدس من أهم معالم المدينة المقدسة، لما تحظى به من قيمة تاريخية، جعلت منها هدفًا مركزيًا لحكومات الاحتلال الإسرائيلي، للسيطرة عليها وتهويدها.

وتقع القلعة في الجهة الغربية من البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وبناها الرومان لتكون حصنًا للمدينة يحميها من الغزوات والحروب، وتعاقبت عليها حقب زمنية عديدة؛ امتدت من القرن الثاني قبل الميلاد وصولًا إلى العهد العثماني، وفق ما توثقه مراجع تاريخية.

وخلال هذه المراحل، أضيفت إلى القلعة إضافات معمارية وعمليات ترميم متعددة، واستخدمت خلالها مقرًا لقيادة جنود تلك الحضارات، وسجنًا في نفس الوقت.

وتؤكد المراجع ذاتها، أن البناء الحالي لقلعة القدس في غالبيته إسلامي، ويعود للفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية.

وكانت القلعة قد تعرضت بفعل الحروب والزلازل لأكثر من انهيار، ولجأ المسلمون إلى ترميمها وإضافة البناء عليها، حيث تعد المئذنة الواقعة في زاوية القلعة الجنوبية الغربية من أبرز الإضافات التي شُيدت في عهد السلطان عبد الملك بن قلاوون عام 1310 ميلادية.

وتضم القلعة مسجدين حوّل الاحتلال الإسرائيلي أحدهما إلى معرض، أما سور القلعة فهو يحتوي على تحصينات عسكرية كثيرة.

ولجأ الاحتلال منذ سنوات طويلة، إلى إطلاق اسم "داود" على قلعة القدس، في محاولة منه لنسبها إلى النبي داود الذي أُرسل إلى بني (إسرائيل)، كما أطلق الاحتلال اسم برج داود على برج "فصايل" المقام منذ حقبة الرومان في قلعة القدس، لكن الأبحاث الأثرية أثبتت عدم وجود علاقة للبرج بداود ونقل هذا الاسم إلى المئذنة التي بناها السلطان ابن قلاوون، لتصبح كما يريد الاحتلال "برج داود".

وكانت سلطات الاحتلال جعلت من قلعة القدس في الثمانينيات من القرن الماضي، مكانًا للسياحة الداخلية والخارجية، وحولتها إلى متحف -وفق المرشد السياحي نجم- وجعلت غرفها معارض تشرح تاريخ مدينة القدس من وجهة نظر إسرائيلية تهويدية، باستخدام صور توضيحية ومجسمات، محاولًا تسويق رواية أن القدس يهودية منذ الأزل، حسب مزاعمهم.

وفي هذا الصدد، أكد الباحث المختص بشؤون القدس المحتلة فخري أبو دياب، أن الاحتلال يستهدف كل معلم عربي إسلامي في مدينة القدس، ليس ذلك فحسب، بل إن الأمر يطال كل ما يدلل على هوية القدس العربية الحقيقية.

وأضاف أبو دياب، لصحيفة "فلسطين": أن الاحتلال يستهدف هذه المعالم التاريخية والآثار في القدس، للسيطرة عليها وطمسها وإضفاء البصمة اليهودية عليها.

وعدَّ أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى تغيير المشهد في القدس، واستغلال المعالم المهمة في تزييف التاريخ وطمس المعالم، واستغلالها في مشاريع تجارية "صهيونية" الهدف من ورائها الترويج لروايات الاحتلال الإسرائيلي المضللة لإثبات أحقيته بالقدس.

وتابع: كل ما يقوم به الاحتلال هو محاولة لاستهداف زوار مدينة القدس القادمين إليها، بهدف إقناعهم بأن هذه الآثار التاريخية تعود أصولها القديمة إلى (إسرائيل).

واستدرك أبو دياب، أن الاحتلال يستهدف التاريخ في مدينة القدس، وكل شيء فيها، لتحويلها إلى ما يدعيه الاحتلال "أورشاليم"، ويسعى بقوة لتهويد كل ما يدلل على هويتها العربية والإسلامية.

وبيّن أبو دياب أن قلعة القدس، تشكل منارة في المدينة المحتلة، وتقع في منطقة عالية، وتكشف البلدة القديمة وجميع أزقتها، وقد أنشئت بميدان عمر بن الخطاب في منطقة باب الخليل بالقدس.

اخبار ذات صلة