مع ارتفاع العمل المقاوم في الضفة الغربية والقدس، وتنفيذ العمليات الفدائية، أكد محللون عسكريون إسرائيليون أنّ عمليات الشبان الفلسطينيين لم تعد موجة كما كان ينظر إليها سابقًا، وإنما أصبحت واقعًا جديدًا قد يطول.
المحللون العسكريون في سياق رؤيتهم أشاروا إلى أنّ "الحكومة الإسرائيلية" التي سيُشكّلها نتنياهو في قادم الأيام، لن تصنع حلًّا للوضع الحالي، من تنامي العمليات ووقف مدها.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إنه "لن يكون لدى الحكومة المقبلة، مثل تلك التي انتهت طريقها، أي حل آخر، لأنه لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي حل كهذا".
وبناءً على ذلك، دعا يهوشواع أعضاء "الائتلاف" الجديد، وخاصة أولئك الذين سيتولون مناصب وزارية وسيكونون أعضاء في المجلس الوزاري المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، إلى عدم إطلاق تعهدات وتصريحات، "فلا توجد إمكانية لمنع عملية فردية، تجاوز مُنفّذها مصفاة الشاباك والإدارة المدنية، سوى بعمل مهني أفضل من جانب قوات الجيش و/أو قوات مدنية ميدانية".
وأضاف المحلل العسكري أنّ "الجيش لا يمكنه زجَّ المزيد من القوات النظامية" في الضفة الغربية، لأنّ غالبية الوحدات تقريبًا باتت تتواجد هناك منذ آذار/مارس الماضي، وفي هذه الأثناء، هذه القوات لا تتدرب وكفاءاتها تضررت".
اقرأ أيضًا: عملية "أرئيل".. إثباتٌ للوعي الوطني وردٌّ طبيعي على جرائم الاحتلال
ووفق مصادر عسكرية إسرائيلية، فإنّ الأسبوعين الأخيرين تميّزا بـ"هدوء نسبي"، وتراجع خلالهما عدد العمليات والإنذارات والإصابات بين الإسرائيليين، "وقدّر ضباط كبار، وربما كانت هذه أمنية، أننا بصدد تغيير في الاتجاه".
وأضاف يهوشواع أنّ الواقع في الضفة الغربية بالعكس و"يدل على أننا في واقع مختلف وأطول وأكثر استنزافًا".
أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنّ موجة العمليات التي اندلعت في آذار/مارس الماضي، "لم تعد موجة حقيقية، وإنما هي على ما يبدو نوع من واقع جديد، قد يطول كثيرًا".
وأكد أنّ هذه العمليات تتزايد تارة وتنخفض تارة أخرى، "لكنّ العنف نفسه الآن يكاد يكون حقيقة ثابتة، رغم أنه لم يصل إلى مستوى انتفاضة ثالثة، ولا يوجد في الضفة هدوء أبدًا".
ورأى أنه بعد عدة أسابيع، هذه العمليات "ستتحول إلى مشكلة حكومة اليمين الجديدة التي ستتشكّل. والخطاب المنفلت، الذي تميَّز به كثيرون من أعضاء الائتلاف المقبل عندما كانوا في المعارضة، لن يعود بفائدة. والجمهور يتوقع منهم تحقيق إنجازات، والكلام الفارغ حول إعادة الردع وعقوبة الإعدام على منفذي عمليات ودعم مطلق للجنود وأفراد الشرطة سيكون أمام اختبار الواقع".