عمّت مظاهر الابتهاج والفرحة مدن ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة، احتفاءً بالعملية البطولية قرب مستوطنة أرئيل الصناعية في محافظة سلفيت بالضفة الغربية المحتلة أمس، التي أدّت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين بجراح.
وفي أعقاب العملية، خرج المواطنون عفويًّا إلى شوارع مدن الضفة والقطاع ابتهاجًا بالعملية، فيما قام شبان بتوزيع الحلوى على المارة.
وأظهرت مقاطع مصورة إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه مُنفّذ العملية، على حين انتشر فيديو آخر لحظة تنفيذ عملية طعن داخل إحدى محطات الوقود في مستوطنة أرئيل.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الإشادة بالشهيد محمد صوّف وجرأته في تنفيذ عملية مزدوجة، على حين تداول النشطاء صورًا لمُنفّذ العملية، بينها واحدة في أثناء أدائه مناسك العمرة في مكة المكرمة.
وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق أمس، استشهاد الشاب محمد مراد صوّف (18 عامًا) من قرية كفل حارس في محافظة سلفيت، بعد تنفيذه عملية طعن في مستوطنة أرئيل قتل فيها ثلاثة مستوطنين وأُصيب أربعة آخرون بجراح بين متوسطة وبالغة.
اقرأ أيضا: عملية "أرئيل".. إثباتٌ للوعي الوطني وردٌّ طبيعي على جرائم الاحتلال
وتناول نشطاء ومغردون فلسطينيون وعرب سرد تفاصيل العملية البطولية التي جاءت في ذكرى يوم الاستقلال الـ34، عادِّين المقاومة والاشتباك هو الطريق الوحيد والأقصر للاستقلال الحقيقي.
وكتب الناشط رضوان الأخرس على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "عملية رهيبة جدًّا حدثت قبل قليل، شاب فلسطيني طعن مستوطنَين ثم سيطر على مركبة إسرائيلية ونفّذ عملية دهس، بعدها ترجَّل من المركبة ونفّذ عملية دهس ثانية بواسطة مركبة أخرى، ثم ترجَّل وقام بطعن المستوطنين مجددًا قبل أن يرتقي شهيدًا".
أما الناشطة سوريتا السعدي فغردت على صفحتها "تويتر": "ومضى الرجال إلى جوار الله في دار الخلود، الشهيد الفلسطيني الفدائي محمد صوف، شبل بلدة حارس قضاء سلفيت "محافظة العياش" مُخرجة الاستشهاديين، وهو الذي نفذ عملية الطعن البطولية في مغتصبة أرئيل".
بدوره علق أسامة الأشقر عبر صفحته "فيس بوك" على عملية سلفيت قائلًا: "هناك أقوام ما زالوا غارقين في نظريات تحرير الأرض والإنسان ومعضلات تطبيقاتها ومراجعة تجاربها، وآخرون يضربون في الأرض يذيقون العدوّ بأسهم، ويقضّون مضاجعه، ويشنّون عليه الغارة تلو الغارة بالمتاح والمستطاع، بلا هوادة، فبارك الله نضالهم، وأعتق خيولهم".
وكتب الناشط محمد نشوان مغردًا: "عملية جريئة تعدت كل توقعات الإسرائيليين، شاب فلسطيني في نهاية العقد الثاني من عمره، طعن ثم نفّذ عدة عمليات دهس بعدة مناطق، وبعدها استُشهد، تخيّلوا هذه القوة وهذه الجرأة، متسائلًا من هذا الشاب صغير السن؟".
اقرأ أيضًا: الاحتلال يكشف هوية قتلى عملية "سلفيت"
وغرَّد الناشط خالد صافي: "بهيك بنقدر نقول إنّ محمد صوّف في عمر الـ19 عمل كل شيء تقريبًا.. رابط وصام وصلى وحجَّ واعتمر.. وختم حياته بقتل 3 مستوطنين احتلوا بلده وأصاب آخرين نهبوا خيراته".
على حين افتخرت الناشطة أماني رضوان بعملية "أرئيل" قائلة: "اطعن بسكينك الشريفة مُحتلّي أرضك، ألحق بهم الأذى والضرر، اجعلهم يعلمون أننا بعيد استقلالنا الذي لم نحصل عليه ما زلنا قائمين على التحرير، كنت تعلم النهاية يا شهيد وكنت فخورًا بالحصول على الشهادة وها قد حصلت عليها بإذن ربك، نم الآن يا بطل فقد ألحقت الأذى بالكثير من العدا".
وتأتي عملية سلفيت وما أحدثته من ضربة موجعة للاحتلال وأمنه المزعوم، بعد ساعات من قرار الاحتلال فصل ثلاثة ضباط من جيشه، بسبب فشلهم في التعامل مع العملية البطولية التي نفّذها الشهيد عُدي التميمي على حاجز شعفاط العسكري بمدينة القدس المحتلة في أكتوبر المنصرم.