شيعت جماهير محافظة رفح جنوب قطاع غزة جثمان الشهيد نضال جمعة الجعفري، بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، وقيادات العمل الوطني والإسلامي.
وارتقى الجعفري (28عاما) من سكان مخيم الشابورة، وسط رفح، شهيداً –بإذن الله تعالى- فجر أمس الخميس، إثر تفجير أحد عناصر الفكر المنحرف نفسه في قوة أمنية على الحدود الفلسطينية المصرية.
وألقى ذوي الشهيد نظرة الوداع عليه، لينطلق موكب التشييع من منزله، إلى مسجد العودة وسط المدينة لأداء صلاة الجنازة على جثمانه، ثم إلى مقبرة المدينة الشرقية لمُواراته الثرى.
وتقدم قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام وحركة حماس وجنود الضبط الميداني موكب التشييع، بمشاركة آلاف المواطنين، ممن عرفوا الشهيد وممن لم يعرفوه.
ونعت الكتائب في بيان لها الشهيد الجعفري، مؤكدة بأنها لن تتوانى في الدفاع عن شعبنا وأرضنا وحماية مشروع المقاومة من كافة التهديدات، ومواجهة الفكر المنحرف الدخيل بالفكر الجهادي المقاوم الأصيل.
بدوره، قال الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم، في حديث خاص بصحيفة "فلسطين": "ما حدث شرق رفح هو عمل مرفوض ومدان من كل أبناء شعبنا الفلسطيني".
وتابع: "نحن في وزارة الداخلية نتخذ كل الإجراءات الأمنية اللازمة من أجل معالجة ذلك، ونؤكد أن الحدث عرضي لن يؤثر على استقرار الحالة الأمنية في قطاع غزة".
من ناحيته، دعا الداعية موسى أبو جليدان في كلمة له في مسجد العودة قبل انطلاق الجنازة، إلى محاربة الفكر المتطرف من خلال خطان متوازيان، أولها محاربة الفكر بالفكر من خلال الدعاة والعلماء والمدارس والجامعات والشخصيات والمدرسون وأولياء الأمور.
وذكر أن الخط الثاني من خلال القبضة الأمنية وكشف الجريمة قبل وقوعها، داعيا المسئولين والقادة بعدم التعامل مع ردات الفعل الفورية.
إلى ذلك، أوضح القائد في كتائب القسام "أبو بلال" أن الشهيد الجعفري ارتقى شهيدا بعد تاريخ جهادي حافل وطويل، في عديد الميادين والمحافل، مشيرا إلى أنه التحق بكتائب القسام منذ عام 2006.
وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "نضال مجاهد يضرب به المثل في الالتزام والأخلاق، وهو رجل لا يعرف الكلل أو الملل، مما أهله لقيادة مجموعة في الكتائب، وقيادة فصيل في قوات الضبط الميداني".
وتابع أبو بلال: "كما أن مهاراته الجيدة أهلته ليكون ضمن طواقم التدريب في الكتائب لفترة طويلة، بعد أن عمل لعدة سنوات في وحدة الرشاشات والدفاع الجوي".
نداء الواجب
وفي السياق، أوضح يوسف الجعفري ابن عم الشهيد، أنه تربى في المساجد وعاش في بيئة طيبة وحسنة، قائلا: "جيرانه لم يشعروا بوجوده يوما، لهدوئه واتزانه وطيبته".
ولفت إلى أن نضال لبى نداء الواجب بزيه المدني بعد أن استدعاه إخوانه في العمل، قائلا: "لم يكن في وقت دوامه، وحرص على التعامل مع الموقف بدون خسائر، فبادر بالحديث مع عناصر الفكر المنحرف، وكان الأقرب لهم؛ فبادروه وإخوانه بالتفجير".
وطالب الجعفري المسئولين بضرورة محاربة الفكر المتطرف وإيقاف الجماعات المتشددة عند حدودها، قبل أن تعبث بأمن المجتمع وتسقط ضحايا جدد.
ووصف طارق شقيق الشهيد الجعفري، شقيقه بصاحب الأخلاق السامية والرفيعة، خاصة أنه من الشباب الملتزمين في المساجد، مشيرا إلى أنه تميز بصفات فريدة منها الحياء والهدوء والاتزان، والصمت في أعماله وحركاته ومواقفه.
وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "من أجمل الأحداث التي عايشتها مع أخي، زواجنا المشترك قبل عام، وحفل الزفاف ذو الطابع الإسلامي الهادف الذي خلا من الموسيقى والرقص والمجون".
وأوضح الجعفري أن زوجة شقيقه تمر بظروف صعبة، خاصة أنها حامل في الشهر التاسع، وتنتظر ميلاد طفلها الأول، قائلا: "نسأل الله أن يمر هذا الحدث عليها بسلام وتضع مولودها الذي سنطلق عليه اسم نضال تيمنا بأبيه بإذن المولى".
وأعرب عن فخره لاستشهاد شقيقه وهو يؤدي واجب الدفاع عن شعبنا وأهلنا، ويحرس ثغور الوطن من الاحتلال وأعوانه، ومن الدخلاء على شعبنا وعلى فكره الوسطي ونهجه المقاوم.