اعترضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمل القائمين على مشروع ترميم مسجد الاستقلال التاريخي في مدينة حيفا في الداخل المحتل.
وقال إمام المسجد أسعد قلا: "إن طواقم من بلدية الاحتلال في المدينة حضرت إلى المكان، وأبلغت بأن أعمال ترميم المسجد "مخالفة للقانون".
وأضاف "أمرت الطواقم بوقف الترميم، وحررت مخالفة ضد أحد أعضاء لجنة أمناء المسجد، بزعم أنها تخالف وتغلق الطريق العام".
وشهد المسجد التاريخي في حيفا، الإثنين الماضي، بدء أعمال ترميم وصيانة لمرافقه الداخلية والخارجية.
ويقع مسجد الاستقلال وسط حيفا في حيّ وادي الصليب، وهو واحد من أربعة مساجد ما زالت مفتوحة للصلاة فيها.
وشُيّد المسجد في عشرينيات القرن الماضي، واشتهر لارتباط اسمه بالشيخ عز الدين القسام الذي عمل إماما وواعظا فيه حتى استشهاده عام 1935. وكان الفلسطينيون يأتون إليه من مختلف البلدات لسماع دروس القسام ومواعظه. وقُصف المسجد خلال نكبة فلسطين عام 1948، ما خلّف أضرارا جسيمة في مئذنته.
وأغلق المسجد بعد النكبة، وبقي مغلقا لغاية أواخر سبعينيات القرن الماضي، إذ أُعيد افتتاحه بشكل جزئي لصلاتي الجمعة والعيد، لكن في العام 1991 أعاد أهالي حيفا افتتاح المسجد وباشروا بأداء الصلوات الخمس يوميا فيه.
وتواصل جمعية "حيفا لبشائر الخير" بجمع التبرعات لإتمام أعمال الترميم الواسعة، والتي تُقدّر بنحو 560 ألف دولار أميركي.
وتشمل أعمال الترميم الجدار الغربي للمسجد وسطحه، وتغيير شبكة الكهرباء بالكامل، وغرف الوضوء، وشبكة المياه، والمكيّفات، والأرضيات الداخلية، مع الحفاظ على معالم المكان، بينها المنبر الذي ألقى منه القسام خطبه ومواعظه.