حصل الأسير القيادي المهندس عباس السيد من طولكرم شمالي الضفة الغربية، على درجة الماجستير الثانية من داخل أسره، والتي جاءت حول العملات الافتراضية المشفرة.
وبرغم الصعوبات التي واجهها الأسير السيد، داخل أسوار السجن، إلا أنه سلك طريقة نحو العلم والمعرفة، لينال شهادته بتفوق وجدارة.
تقول زوجته "أم عبد الله": "إن الدافع وراء مواصلة زوجها البحث والدراسة رغم الأسر، هو حبّه للعلم، وسعيه الدائم لتطوير نفسه"، مؤكدة أ، السجن لا يشكل عائقًا بالنسبة لعباس وباقي الأسرى، فطالما يملكون العقل سيواصلون ابتكار الأساليب لإكمال مسيرة العلم والدراسة.
وبينت أم عبد الله أن هناك الكثير من الأسرى الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر ولم يتمكنوا من إكمال دراستهم وتطوير أنفسهم؛ لصعوبة الظروف التي يعيشون فيها.
وتضيف: "رغم كل العقبات والتحديات التي يصعب وصفها إلا أن زوجي استطاع تحقيق إنجازات عظيمة"
وقد واجه الأسير وزوجته معيقات كثيرة للوصول إلى هذه الدرجة العملية، كان أبرزها إدخال الكتب والمراجع إلى السجن، التي كان يمنعها الاحتلال لمرات متتالية
وتتابع: "في فترات معينة تتعنت إدارة السجن في إدخال الكتب إذا وصل عددها 10 كتب، وبهذه الحالة كان الأهالي يتعاونون معنا في إدخال الكتب".
اقرأ أيضا: الأسير عباس السيد يحصل على الماجستير في الدراسات الإقليمية
وتوضح أنها كانت تقوم بتوزيع الكتب على أهالي الأسرى من كل الضفة؛ حتى تستطيع إدخالها، ومرات أخرى عن طريق القدس.
وتشير إلى أنها في إحدى المرات كانت تلجأ للمطبعة لتغيير شكل الكتاب حتى تتمكن من إدخاله للسجن، لاسيما بأن إدارة السجون كانت ترفض الكتب السميكة ذات الصفحات الكثيرة.
ولم تكن الشهادة العلمية مجرد درجة أحرزها الأسير عباس السيد، بل كانت دافعا نفسيا إيجابيا له ولأسرته التي احتفت به وشاركت في حفل تخرجه رافعة رأسها عاليا
والأسير عباس السيد، حاصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية، كما تخصص لاحقًا قبل اعتقاله في هندسة أجهزة التنفس الاصطناعي.
وحصل قبل سنوات قليلة على شهادة الماجستير بتخصص الدراسات الإسرائيلية من جامعة أبو ديس، ومؤخرًا الماجستير الثاني الذي حمل عنوان: العملات الافتراضية المشفرة "ماليتها-حكم تعدينها"، من كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية.
ويعدّ الأسير عباس السيد أحد أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية، وأحد كبار قادة حركة "حماس" وذراعتها العسكري كتائب القسام في الضفة الغربية.
واعتقل "السيّد" عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد المكرر 35 مرة، إضافة إلى 150 عامًا، وحينما اعتقل كانت ابنته (مودة) تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وابنه (عبد الله) عام وسبعة أشهر.