يستعد مزارعو الفراولة في قطاع غزة لجني محصولهم المتربع على مساحة 3600 دونم، جلُّه في شمال قطاع غزة، على حين نجحت وزارة الزراعة في السيطرة على بعض الأمراض الفطرية التي أصابت بعض الأشتال من جراء الزراعة المبكرة، في حين أتاحت الجمعية التعاونية الزراعية للمزارعين فرصة زيادة المساحة المزروعة بعد أن مكنتهم من تجميد الفائض في ثلاجات خاصة.
يقول المزارع محمد عبد الهادي إنه يمتلك 4 دونمات مزروعة بالفراولة شمال القطاع -نمط الأرض المكشوفة- ويستعد لقطف محصوله بعد أسبوعين.
وبين عبد الهادي لصحيفة "فلسطين" أنه زاد من مساحة الأرض الموسم الحالي، بعد أن حقق نسبة ربح عالية الموسم الماضي، معبراً عن أمله أن يتمكن من بيع محصوله دون أي عقبات إسرائيلية على المعابر.
وأشار عبد الهادي إلى ملاحظته في بداية الزراعة، إصابة بعض الأشتال المزروعة داخل أرضه بمرض غير معروف له، تسبب في ذبولها، مضيفًا أنه تواصل مع وزارة الزراعة وتمت السيطرة على الوضع.
من جانبها، قالت وزارة الزارعة: إن تبكير المزارعين في زراعة أشتال الفراولة، تسبب في إصابة بعضها بأمراض فطرية تمت السيطرة عليها، مشيرة إلى أن المساحة المزروعة بالفراولة تقدر بــ(3600) دونم تتمركز في شمال القطاع، حيث التربة الملائمة والمياه العذبة.
وأوضح المتحدث الفني باسم الوزارة، محمد أبو عودة، أن طواقم الزراعة تفاعلت مع شكاوى مزارعي الفراولة حول تعرض الأشتال المزروعة للذبول وتفحم الجذور.
وأضاف أبو عودة لصحيفة "فلسطين" أنه تبين للباحثين الميدانيين، إصابة بعض أشتال الفراولة بأمراض فطرية، من جراء تبكير زراعتها، واختلاف درجات الحرارة من موسم لآخر من جراء الاحتباس الحراري، مشيراً إلى أن المزارعين سيطروا بمساعدة الوزارة على تلك المشكلة.
ولفت إلى أن الفراولة تُطرح في الأسواق مطلع ديسمبر من كل عام، وتكون فرصة جيدة للمزارعين لتسويق منتجاتهم في أسواق الضفة الغربية.
ولفت إلى أنماط زراعة الفراولة المتبعة: الزراعة الأرضية المغطاة بالأقواس والنايلون، والزراعة المعلقة، مشيراً إلى أن النوع الأخير رغم تكاليفه التأسيسية فإن إنتاجه أعلى، ومدة القطف تمتد لشهر أغسطس.
وأكد أن نجاح محصول الفراولة يعتمد بدرجة أساسية على استخدام المكافحة المتكاملة ضد كل الآفات في محصول الفراولة.
وتتعدد أصناف الفراولة المزروعة بغزة، منها: "سويت شالي"، "تمارة "328،" الأورلي"، "الهداس".
وبدأت زراعة الفراولة في غزة في ستينيات القرن الماضي بمساحة تجريبية تقدر بدونم ونصف فقط. ومع النجاحات التي حققها المزارعون، ازدادت المساحة تدريجيًّا.
ويوفر موسم الفراولة فرص عمل لمئات العمال في موسم الحصاد، فضلًا عن ارتباط آلاف أسر التجار والباعة بهذا الموسم.
بدوره، قال مسؤول زراعة الفراولة في الجمعية التعاونية الزراعية محمد الزعانين: "إن أشتال الفراولة تزرع في شهر سبتمبر، ويستمر المزارع في رعايتها حتى يبدأ القطف الأول في 20-25 نوفمبر وحتى شهر إبريل.
وبين الزعانين لصحيفة "فلسطين" أن المزارع الذي يتبع الجمعية يسوق إنتاج الفراولة الخاص به إلى الضفة الغربية في بادئ الأمر، حيث تكون الأسعار جيدة (20-25) شيقلاً للكيلو الواحد، لكن حين تبدأ الأسعار في التراجع يكتفي المزارع بتسويق إنتاجه في قطاع غزة.
وذكر الزعانين أن مزارعي الجمعية، زادوا هذا العام من مساحة الأرض المزروعة بمحصول الفراولة لنحو 1000 دونم، بسبب المكاسب المالية التي حصلوا عليها الموسم الماضي من جراء التسويق خارج قطاع غزة، ووفرة الإنتاج وتوفر فرصة تخزين الفائض.
وقدر الزعانين تكلفة زراعة دونم الفراولة بنحو (10) آلاف شيقل، وأن الأرض الرملية هي الأصلح لزراعة الفراولة.
ولفت إلى أن أبرز التحديات التي تواجه مزارعي الفراولة تتمثل في إغلاق سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم بصورة مفاجئة في أوقات الحصاد، إذ يضطر المزارع إلى بيع إنتاجه بسعر أقل من التكلفة في السوق المحلي، ما يترتب على ذلك خسائر كبيرة.
وبين الزعانين أن الجمعية التعاونية نجحت في مساعدة المزارعين على تجميد الفائض من الإنتاج في ثلاجات خاصة، ما ساهم في تقليص حجم الخسائر لدى المزارعين خاصة في أوقات إغلاق المعبر، مشيراً إلى أن الفراولة المجمدة تسوق للمطاعم والمؤسسات والأفراد.
ولفت الزعانين إلى أن كمية الفراولة المخزنة الموسم الماضي بلغت نحو 7 آلاف طن، وأن عملية تخزين الفراولة في الجمعية بدأت قبل ثلاث سنوات، إذ بدأت بـ 3 آلاف طن.
ونبه الزعانين إلى أن تجميد الفراولة ساهم في تشجيع المزارعين على توسعة مساحة الأرض بمحصول الفراولة، فلم يعد المزارع لديه تخوف من تكدس الأسواق المحلية بالفراولة، ومن ثم انخفاض سعرها أو تقلص هامش الربح.
وبين أنهم طالبوا بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح بتسويق الفراولة المجمدة إلى أسواق الضفة الغربية إلا أنها تمنع ذلك دون توضيح الأسباب.