أكد عدد من أمهات الشهداء بالضفة الغربية وقطاع غزة أهمية المقاومة الفلسطينية لتحرير كل الأرض، وإعادة الحقوق لأصحابها، مبديات استعدادهن للتضحية بالمزيد من الأنفس والأموال في سبيل القضية العادلة التي استشهد أبناؤهن من أجلها.
وعدّت أم رائد الغنام (والدة الشهيديْن رائد وفؤاد، وشقيقة لخمسة شهداء من عائلة الشيخ خليل) أن كل أم فلسطينية أسطورة بحد ذاتها، لديها خبرة بالحياة لم تنلها أي أم في العالم، بسبب رباطها في الأرض المباركة.
وقالت خلال احتفال نظمه "ملتقى خنساوات فلسطين" على شرف أمهات الشهداء في الضفة الغربية المحتلة والقدس في فندق الكومودور بغزة أمس: "فخورون أن الله أحبنا وأسكننا هذه البقعة الشريفة، وميزنا بكوننا فلسطينيين نجاهد اليهود، فنحن بذلك نلنا جزءاً من كرامات الرسول صلى الله عليه وسلم وعيشته وجهاده ومعاناته".
وذكرت أن الابتلاءات التي مرت بها هي وأمهات الشهداء "اصطفاء لنا من الله"، مستدركة: "قلوبنا مش حديد ولا بنحبش ولادنا، لكن ربنا ألقى الصبر علينا، وحبب إلينا الشهادة".
وبينت الغنام أن أمهات الشهداء لهن دور كبير في حث أبنائهن على نيل الشهادة ومقارعة الاحتلال، ليفوزوا بخيري الدنيا والآخرة، "استشهد لي خمسة إخوة وابنان، في كل مرة من شدة الحزن اعتقدتُ أنني لن أنهض مرة أخرى، لكن الله قواني، وفي كل مرة نهضتُ مجدداً".
وأكدت أن الانتفاضة الحالية في الضفة أحيت الأمل مجدداً في قلوب أمهات شهداء غزة، متمنيةً أن تعم هذه الانتفاضة أرجاء فلسطين كافة، مقدمة لتحريرها من الاحتلال بشكل كامل.
من جهتها، بينت أم أحمد العابد (والدة الشهداء الثلاثة محمود وخالد ومصطفى) أن أمهات الشهداء لهن دور كبير في تربية أبنائهن منذ الصغر على حب الوطن والشهادة، والأعمال الصالحة وقراءة الكتب الدينية والسيرة النبوية وسير الصحابة.
وبينت أن الإعداد الذي أوصى به الإسلام يبدأ منذ الصغر وتقع على الأم مسئولية كبيرة فيه، مؤكدة أن مصير الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال فأرض فلسطين لا يعمر فيها ظالم ما دام هناك أبطال يضحون بأرواحهم.
بدورها عدت أم عاصف البرغوثي (والدة الشهيد صالح والأسيريْن محمد وعاصم) أن أمهات الشهداء في نعمة لا يعلم بها إلا الله، "هنيئاً للأمهات اللاتي زففن أبناءهن شهداء للجنة، فهذه دنيا فانية، فالحمد لله الذي أكرمنا بالشهداء والجرحى".
ودعت أمهات الشهداء للصبر والرباط، "فأبناؤكن في الجنة، فسلعة الله غالية وهي الجنة، فأنتن قدمتنّ أغلى ما لديكن وهم فلذات أكبادكن، بين شهداء وجرحى، فأنتن في سعادة لا يعلم بها إلا الله".
وأضافت: "الكل سيموت، فمنهم من يموت بحادث سير أو غيره، ولكن الله اصطفى أبناءكن بالشهادة، فلِمَ الحزن؟ عليكن بالصبر إلى حين اللقاء بهم في الجنة".
بدورها، أكدت والدة الشهيديْن زهران وأحمد زهران أن أمهات الشهداء جزء أصيل من الشعب الفلسطيني صاحب القضية العادلة الذي لا يرضى بالذل والهوان، بل هو مصمم على تحرير الأقصى من الاحتلال.
وقالت: "نحن لا نخاف الموت، فأرواحنا نقدمها في سبيل الله والوطن، فأبناؤنا دماؤهم روت أرض فلسطين"، داعية أهل الضفة وغزة للاستمرار في المقاومة حتى النصر أو الشهادة.