فلسطين أون لاين

"القرية الرقمية".. فضاء مقدسي للتثقيف الإعلامي والمعلوماتي

...
جانب من أعمال افتتاح القرية الرقمية التي أطلقتها الهيئة الفلسطينية للأعلام وتفعيل دور الشباب
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

تعمل القرية الرقمية التي أطلقتها الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا"، على المواءمة بين أصول الماضي الذي يمتاز به مقرها العام في بلدة جبع شرقي القدس المحتلة، ومتطلبات العصر الحالي من تقنيات تكنولوجية تعمل على إيصال المعلومة بسلاسة للجيل الجديد من الأطفال والكبار.

ويقول القائمون على المشروع إنه يهدف لإنقاذ المباني الأثرية والتراثية وتأمين مقومات الصمود، وخلق فرص للدخل تعزز الوجود الفلسطيني الحضاري، وهي من المشاريع التي تحمل صبغة عصرية مستدامة جاذبة للزوار والشباب والصحافة.

ويبين حلمي أبو عطوان، المشرف على برنامج التربية الإعلامية والمعلوماتية في "بيالارا"، أنه مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعية تنبهت المؤسسة إلى ضرورة التثقيف المعلوماتي المرتبط بمنصات شبكات التواصل والأنماط الإعلامية الجديدة التي توفر إمكانية إنتاج المحتوى ونشره على أوسع نطاق؛ بالنظر إلى سرعته وقلة التكلفة وحجم التفاعل العالي.

ويوضح أبو عطوان لـ"فلسطين" أن "بيالارا" استطاعت بناء إرث يضاف لجهود المؤسسات المختلفة التي عملت في هذا المضمار، وأخرى تنبهت لأهميته وعملت عليه.

ويشير إلى أن "بيالارا" رائدة في التربية الإعلامية والمعلوماتية؛ إذ بدأت العمل على المفهوم بأبعاده الحديثة منذ عام 2014، واستطاعت عبر السنوات الماضية تكريس مفهوم الإعلام الشبابي؛ بما وفرته من منصات إعلامية يستطيع عبرها الشباب التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم، ومحاورة المسؤولين والقيادات الشبابية والمجتمعية المختلفة.

ويلفت أبو عطوان أن الفكرة بدأت باستهداف المدارس عبر شراكة ناجزة مع وزارة التربية والتعليم، والجامعات، ومنظمات المجتمع المدني، والصحفيين والأهالي في العديد من المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة.

محطات رقمية

ويشير إلى أن القرية تضم مركز التربية الإعلامية والمعلوماتية التفاعلي الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى تعزيز الوعي ونشر ثقافة التربية الإعلامية، والمعلوماتية على المستويات كافة، باستخدام الوسائل الحديثة وفق نهج تعليمي يجمع بين الأساليب التوعوية، والثقافية، والترفيهية إلى جانب التفاعلية التي أصبحت من أهم سمات الإعلام الحديث، ومنصات التواصل الاجتماعي.

ويذكر أبو عطوان أن القرية تضم كذلك مجموعة من المحطات أبرزها: محطة الأخبار المضللة، ومحطة الأمان الرقمي، ومحطة الفضاء الآمن، ومحطة الكهف السري.

وعن ماهية هذه المحطات الأربع، يوضح أن محطة الاستقبال يمكن من خلالها التعرف إلى المحطات المختلفة وفيها يتم تقسيم الزوار إلى مجموعات للمشاركة في رحلة تعليمية، وجولة ممتعة في القرية الرقمية.

أما محطة الفضاء الآمن، فتهدف إلى تعزيز معرفة الزائرين، وزيادة مهاراتهم من خلال إشراكهم في تجربة إنشاء بيئة آمنة ثلاثية الأبعاد بناء على نظرتهم الخاصة للعالم الرقمي.

ويقول أبو عطوان: "داخل القرية يتعهد الزوار بعدم اللجوء إلى خطاب الكراهية، والتنمر الإلكتروني عبر الإنترنت، والتصرف بمسؤولية في المجتمع ومنصات التواصل الاجتماعي".

ويبين أن محطة الأمان الرقمي تتيح للزوار فرصة التعرف إلى عالم القرصنة والتتبع، وتشفير البيانات، وكذلك استراتيجيات حفظ الحسابات الرقمية من خلال محاكاة التجربة بطرق تفاعلية، واستخدام تطبيقات يتم من خلالها معرفة طرق صناعة المحتويات.

في حين تساعد محطة الأخبار المضللة على اكتشاف الوباء المعلوماتي، والأوهام، والشائعات وكيفية التحقق من الأخبار والمعلومات و(التحقق من الحقائق)، والصور المفبركة، وفق حديث أبو عطوان.

في حين تساعد محطة الكهف السري، الزوار على تعزيز التفكير الناقد، وتحليل المعلومات، واكتشاف الأخبار المضللة، وحل الألغاز المختلفة للوصول إلى الحقيقة والعثور على الكنز.

محتويات القرية

وعن محتويات القرية الرقمية، يعدد أبو عطوان أن تحتوي على تقنيات تكنولوجية عالية، مكونة من أجهزة تدعم الرؤية الافتراضية، وشاشات عرض، وبروجكترات، وأجهزة لوحية مدعمة بتقنيات الـAR  والـVR، باستخدام نظارات خاصة وتقنيات عرض ثلاثي الأبعاد؛ لدمج زوار القرية في رحلة استكشافية مثيرة وفق مجموعة من البرامج التفاعلية بحيث تختص كل غرفة في تناول أحد محاور التربية الإعلامية والمعلوماتية.

ويرى أن البيئة المدرسية المحطة هي الأولى التي ينطلق منها الأبناء نحو الفضاءات المجتمعية، وفيها تتكون أفكارهم وتطلعاتهم نحو العالم الخارجي، لذلك سيتم استهدافها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

ويؤكد أبو عطوان أن الرحلة الرقمية يقودها نخبة من المختصين والخبراء في عالم التربية الإعلامية والمعلوماتية، وسيقومون بالإشراف على رحلة الزوار منذ دخولهم القرية، مرورا بخوض التجربة ثم قيادة النقاشات المعمقة حول مشاهداتهم، وإلى جانب الإطار التعليمي والتثقيفي؛ سيمثل المركز محطة للتعارف وتبادل الخبرات والراحة والاستماع للزوار وأهاليهم.

وينبه إلى أن المؤسسة دمجت بين جمال الفن المعماري للبلدة القديمة في جبع، وعالم الحداثة والرقمنة.