سجلت وزارة الزراعة بغزة، نتائج إيجابية في تخزين محصول البصل الموسم الحالي، بعد إدخال تقنية جديدة في ثلاجات التخزين، مبينة أن شح إنتاج البندورة في الوقت الحالي يرجع لتبادل المواسم، وعليه أوقفت التصدير لتغطية احتياج السوق المحلي، وأن الزراعة الخريفية رافد مهم للسلة الغذائية.
وقال المتحدث الفني باسم الوزارة محمد أبو عودة: "إن التقنية الجديدة التي زُودت بها ثلاجات التخزين عبارة عن تركيب أجهزة تحكم في نسب الرطوبة والحرارة، حيث أسهمت تلك التقنية في الحفاظ على البصل المخزن صالحًا للاستخدام لأطول فترة ممكنة".
وبيّن أبو عودة أن قطاع غزة درج في السنوات السابقة على أنه يعاني نقصًا في محصول البصل في شهري سبتمبر أكتوبر، وأن وزارة الزراعة بحثت مع المزارعين والقطاع الخاص عدة سبل للتغلب على ذلك، فجرى إجراء تجارب عديدة على ثلاجات التخزين حتى التوصُّل إلى التقنية المذكورة آنفًا.
وتحدث أبو عودة عن زيادة المساحات المزروعة من محصول البصل، حيث وصلت إلى حوالي 9 آلاف دونم تنتج قرابة 36 ألف طن، مشيرًا إلى أن التقنية الحديثة قلصت معدل تلف محصول البصل.
وأشار أبو عودة إلى أن البطاطا كانت أكثر المحاصيل الزراعية تخزينًا، وأنه بعد إدخال التقنية الحديثة في الثلاجات زاد اهتمام المزارعين بالبصل وهو توجه إيجابي تشجعه وزارة الزارعة.
وفي سياق آخر، أوضح أبو عودة، أن إنتاج المزارعين من محصول البندورة في الوقت الراهن محدود من جراء تبادل المواسم.
وقال أبو عودة: إن البندورة المتوفرة في السوق هي بقايا زراعة الأرض المكشوفة، وأن المزارعين بانتظار طرح محصول الدفيئات، مبينًا أن الإنتاج سيشهد فائضًا بعد نحو الشهر تقريبًا.
وأضاف أبو عودة أن وزارة الزراعة، أوقفت تسويق البندورة إلى الضفة الغربية لتغطية احتياج السوق المحلي، حيث إنها تعطي الأولوية للمستهلك المحلي في الحصول على المنتجات والفائض يسوّق للخارج.
وذكر أن وقف التصدير سيكون لفترة مؤقتة، مشيرًا إلى أن عودة أسعار البندورة لطبيعتها مرتبط بعودة الإنتاج مرة أخرى.
ونبه إلى أن ثمرة البندورة تستغرق فترة نمو (90) يومًا تقريبًا، وتتركز زراعتها في خان يونس ورفح جنوب القطاع على وجه الخصوص بسبب توفُّر المساحة الزراعية الأكبر، ولأن ثمرة البندورة تتقبل المياه ذات درجة ملوحة مقارنة بمحاصيل زراعية أخرى.
ولفت إلى أن احتياج قطاع غزة من البندورة الخريفية أكثر من 2700 دونم زراعي، ويبقى الرقم مرشحًا للزيادة أو النقصان حسب اهتمامات المزارعين ورغباتهم.
وفي سياق متصل أوضح أبو عودة أن الخيار من الزراعات الخريفية التي تتركز في الدفيئات، ويزرع في المناطق الشمالية بسبب وفرة المياه العذبة، ويبدأ قطفه بعد 45 يومًا على أقصى حد.
وأيضًا الباذنجان من الزراعات الخريفية الذي يتمركز في الأغلب في أراضي خان يونس والمنطقة الوسطى، وأن قطف الباذنجان يبدأ بعد شهرين من الزراعة وربما يطول أكثر.
ولفت أبو عودة إلى أن الزراعة الخريفية تأخذ أيضًا نمط الأرض المكشوفة، ومن أبرز المحاصيل البطاطس، والبصل، والجزر، والنباتات الورقية مثل الملفوف والخس والسلق والسبانخ.
وبين أن مهندسي وزارة الزراعة يقدمون الإرشادات والتوجيهات الفنية اللازمة للمزارعين والمتمثلة في كيفية الوقاية من الآفات والأمراض التي تصيب النباتات، والتي تؤثر سلبيًّا على الإنتاج، إضافة إلى التحكم بمعدل الري مع مراعاة عمر المحصول والظروف البيئية المحيطة به ونوع التربة، لنمو المحاصيل بطريقة سليمة من خلال إتباع نظام التسميد المتكامل للحصول على إنتاج وفير ذي جودة عالية.
وأهاب أبو عودة بالمزارعين بأهمية اتباع الإرشادات والتعليمات إلى جانب حفر آبار لتجميع مياه الأمطار خلال فصل الشتاء، وتنفيذ شبكات لتصريف مياه الأمطار الزائدة عن الحد.
في السياق نفّذت الإدارة العامة للإرشاد وخدمات المزارعين، بالتعاون مع وحدات الإرشاد في محافظات غزة، جولة ميدانية على أصحاب مزارع البندورة الموجودة في القطاع.
وتأتي هذه الجولة ضمن الجهود المستمرة والجولات المتواصلة، لمراقبة الإنتاج في محصول البندورة، بالاضافة لتقديم الإرشادات التي تُسهم في رقي القطاع الزراعي، والنهوض به.
من جانبه، أكد يزن كلاب مدير دائرة الخضار أن إستراتيجية وزارة الزراعة تقوم على توفير المنتج الآمن من الخضار، بما يلبي الطلب المحلي في الأسواق، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار مع انخفاض الإنتاج لا سيما في الفترة الحالية.
وأوضح كلاب "بأننا في بداية موسم زراعي جديد، يتسم بانخفاض الإنتاجية نتيجة المرحلة الانتقالية والتغيُّر فى المواسم والعروات الزراعية".
وأعرب عن توقعات بأن تكون بداية الإنتاج الفعلي من محصول البندورة في أوائل شهر ديسمبر والدخول في ذروة الإنتاج في يناير وفبراير.