تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التضييق على سكان بلدة سلوان الحامية للمسجد الأقصى من الناحية الجنوبية، بتعزيز حفرياتها التهويدية أسفل البلدة، وفرض ضرائب باهظة على سكانها.
وتهدد الحفريات التي تنفذها الجمعيات الاستيطانية بدعم كامل من حكومة الاحتلال البلدة ومنازلها التي بدأ بعضها يشهد تشققات وانهيارات أرضية.
إقرأ أيضاً: عشائر سلوان تدعو للتصدي لاعتداءات الاحتلال على وادي الربابة
وتأخذ بلدة سلوان أهميتها من ملاصقتها لسور القدس التاريخي، ولكونها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، إذ تمتد أراضيها حتى منطقة الخان الأحمر بين مدينتي القدس وأريحا، حتى أُطلق على تلك المنطقة قديمًا اسم "خان السلاونة"، قبل أن يستولي الاحتلال على معظم أراضيها، إذ باتت تقتصر البلدة الآن على 12 حيًّا بمساحة 5 آلاف و640 دونمًا.
ويعيش في سلوان 59 ألف مقدسي، و2800 مستوطن زُرعوا بقوة الاحتلال في 78 بؤرة استيطانية في قلبها.
ويؤكد عضو لجنة الدفاع عن سلوان الباحث فخري أبو دياب، أن الاحتلال يستهدف كل القدس، ولكن بشكل أكبر تلك المناطق القريبة من المسجد الأقصى، خاصة بلدة سلوان، لدفع المواطنين إلى الرحيل منها قسرًا، وإحلال المستوطنين بدلًا منهم.
ولفت أبو دياب في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال يشن حملة على بلدة سلوان من خلال الاعتقالات والهجمات على البيوت يوميًّا، وتحرير مخالفات وبمبالغ باهظة لإفقار الناس.
وأوضح أن حكومة الاحتلال تعمل على إصدار أوامر هدم باستمرار ضد سكان بلدة سلوان، حتى تحول البلدة إلى منطقة منكوبة، تمهيدًا لتهويدها إلى جانب المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنها تعمل بالتزامن على جلب مستوطنين للبلدة وتسخير كل إمكانيتها أمامهم لإغرائهم بالبقاء فيها، مقابل دفع السكان الأصليين إلى الرحيل قسرًا.
وأضاف أن الاحتلال يعمل على إغلاق الطرق ومداخل بلدة سلوان بقرار رسمي، لكسر شوكة ومعنويات أهلها، لافتا إلى أنه يركز على الاستيطان والاستيلاء على مئات الدونمات من وادي الربابة وإقامة حدائق تلمودية عليها، وقطار هوائي، إلى جانب الحفريات باتجاه المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
إقرأ أيضاً: لجنة مقدسية تدعو أهالي سلوان لحماية أراضيهم وعدم الارتهان لمحاكم الاحتلال
وبين أن هناك أكثر من 11 ألف قبر وهمي للاحتلال، لمنع استفادة المقدسيين منم أراضيهم، ومن ثم الاستيلاء على تلك الأراضي.
وذكر أن الاحتلال استولى على 23% من مساحة أراضي سلوان لصالح المستوطنين، إذ جلب 3100 مستوطن للبلدة مؤخرًا، وأصدر 7 آلاف أمر هدم، في حين بات 40% من سكان الحي مهددين بالطرد.
من جانبه، يؤكد مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أن الاحتلال يستهدف مدينة القدس بكل تفاصيلها، وخاصة سلوان الملاصقة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة.
ويقول خاطر لـ"فلسطين" إن الاحتلال يزعم وجود أماكن دينية له في سلوان، لذلك يبحث وينقب عما يسمى "مدينة داوود"، وتقوم جمعية "إلعاد" الاستيطانية بمهمة البحث في إطار خصخصة التهويد الذي تنتهجه حكومة الاحتلال.
ونبه إلى أن الاحتلال يعد منطقة سلوان إستراتيجية له، خاصة أنها تشكل عمقًا كبيرًا للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، إذ إن كثيرًا من الذين يصلون في المسجد المبارك في أوقات الشدائد ويدافعون عنه ويشاركون في الرباط من البلدة.
وعد بلدة سلوان مخزونا بشريا للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، لذلك يعمل الاحتلال على تهجير أهلها قسرا بالتضييق عليهم وفرض الضرائب الباهظة بحقهم.