قائمة الموقع

انتقالُ العمليات من شمال الضفة إلى جنوبها.. تحدٍّ جديد للاحتلال وتقدُّم للمقاومة

2022-10-31T08:17:00+02:00
صورة أرشيفية

بعد شهور طويلة من تصاعد المقاومة المسلحة بشمال الضفة الغربية المحتلة وتحديدًا بمدينتي نابلس وجنين، بدأت تمتد إلى مدينة الخليل بالجنوب، وهو ما سيترك حالة من التخبط والقلق لدى قيادة الاحتلال التي تحاول احتوائها وإيقافها بالشمال.

ويشكل انتقال العمليات العسكرية من شمال الضفة إلى جنوبها، تحدِ جديد لسلطات الاحتلال وأجهزتها الاستخباراتية التي تعمل ليل ونهار بهدف بوقف العمل المسلح، ومنع انتشاره إلى باقي مدن الضفة الغربية المحتلة.

إقرأ أيضاً: استشهاد مُنفّذ عملية الدهس في الأغوار

ونفذ الشهيد محمد الجعبري، أول أمس السبت، عملية إطلاق نار على مدخل مستوطنة "كريات 4" وسط الخليل؛ قتل فيها مستوطنًا متطرفًا وأصاب خمسة آخرين، بينهم "أوحنا"، بعضهم في حال الخطر.

وبعد عملية الجعبري، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن قلق إسرائيلي كبير من تكرار تجربة ظهور مجموعة مسلحة جديدة في الضفة الغربية على غرار "عرين الأسود" في نابلس.

يؤكد المختص بالشأن الإسرائيلي، أيمن الرفاتي، أن انتقال العمليات لمنطقة جنوب الضفة المحتلة من شمالها تمثل أحد السيناريوهات الخطيرة من وجهة نظر المنظومة الأمنية والجيش في دولة الاحتلال.

ويقول الرفاتي في حديثه لـ"فلسطين": "مثل هذه العمليات سيجعل التكلفة الأمنية أكبر على جيش الاحتلال الذي يصب جل اهتمامه للسيطرة على الوضع في مدن شمال الضفة المحتلة وانهاء الحالات العسكرية في جنين ونابلس".

ويوضح الرفاتي أن انتقال المقاومة إلى جنوب الضفة المحتلة تعني أن جيش الاحتلال بحاجة لنشر مزيد من القوات العسكرية في مناطق جديدة في الضفة، وهذا الامر يمثل استنزافاً للجيش الذي بات ينشر أكثر من نصف قواته في الضفة الغربية المحتلة.

ويبين أن عملية الخليل تظهر فشل المنظومة الأمنية في دولة الاحتلال في السيطرة على الوضع الأمني في الضفة المحتلة، إذ أن سياسة جز العشب والاعتقالات لم تمنع تمدد المقاومة لمناطق جديدة وخاصة الجنوب، وهو ما يفند ادعاءات سابقة بأن هناك شبه سيطرة على الوضع الأمني في جنوب الضفة وخاصة مدينة الخليل.

إقرأ أيضاً: 34 عملًا مقاومًا في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الأخيرة

ويشير إلى أن عملية الخليل ستكون الشرارة التي ستحفز الكثير من الشبان في الخليل لتنفيذ عمليات فدائية مشابهة، وهذا الامر تخشاه دولة الاحتلال لأن هذا الامر سيؤدي لتفجر الأوضاع في جميع مناطق الضفة.

ويتوقع أن تكون الأيام المقبلة والعملية المقبلة تأكيد على انطلاق المقاومة بشكل فعلي في منطقة جنوب الضفة الغربية.

من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، مؤتمر بركة، أن جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد الفلسطينيين، والاعتداءات المتكررة في المسجد الأقصى برزت في شمال الضفة حالة ثورية جديدة تمثلت بما يعرف بكتبتي "عرين الأسود" و"كتيبة جنين".

ويقول بركة في حديثه لـ"فلسطين": "تشكلت هذه المجموعتين من عدد من الشباب الفلسطيني تجند لمقاومة الاحتلال والرد على جرائمه بسلسلة من العمليات النوعية، التي تركزت في شمال الضفة".

ويوضح أنه في ظل تصاعد الحالة الثورة في شمال الضفة كانت خشية الاحتلال من أن تمتد هذه الحالة عموم فلسطين حالها كحال الموجات الثورية الفلسطينية عبر تاريخها. 

ويبين أن المفاجأة التي يخشها منها الاحتلال، ويترقبها الفلسطينيين جاءت من قلب جنوب الضفة مدينة الخليل، من خلال قيام الشاب الجعبري بكمين في طريق المستوطنين في مستوطنة "كريات أربع" الواقعة على ارضي الفلسطينيين شرقي الخليل. 

ويتوقع أن تكون عملية الجعبري في الخليل، فاتحة لسلسة من العمليات في جنوب الضفة، وبداية تشكيل خلايا ثورية جديدة شبيهة لمجموعات نابلس وجنين.

ويلفت إلى أن هذه الحالة النوعية تحتاج اسناداً سياسياً وتنظيماً واستراتيجياً حقيقياً من كافة فصائل العمل المقاوم وتهيئة السبل والوسائل والوعي الأمني لهذه المجموعات الشبابية النضالية لتحقيق مزيداً من النجاحات النوعية ضد الاحتلال ومستوطنيه.

 

اخبار ذات صلة