في ظل نجاح الاحتلال في الوصول لبعض قيادات وكوادر مجموعات عرين الأسود الذين كان مصيرهم بين (الاعتقال أو الاغتيال)، وتصميم العدو على تصفية هذه الحالة العسكرية، والسعي في القضاء عليها نهائيًّا خشية من تطور الأحداث في الضفة الغربية لمستويات خطرة للغاية، واستمراره في تنفيذ "عمليات مركزة" على مدار الساعة لملاحقة كل من يرتبط بهذه المجموعات المسلحة، فإنه من الضروري اتخاذ العديد من الخطوات عاجلًا لحماية كوادر العرين وقياداته وعناصره، وإفشال كل المحاولات التي يبذلها العدو، وتحصين هذه الخلايا وجعل مهمات الجيش صعبة ومعقدة؛ لأن المحافظة على هذه الحالة العسكرية وحمايتها هو أحد أهم الأهداف الوطنية، وهذه مسؤولية مشتركة بين العرين وبين جماهير شعبنا في الضفة الغربية.
لكن هذه الإجراءات والخطوات التي ننصح بتنفيذها تتطلب أن تتطبق حزمة واحدة لتشكل (جدار حماية) متكاملًا حول مجموعات العرين بحيث يكون من الصعب على الاحتلال أن يصل إلى أي معلومات حول المسلحين وتحركاتهم، ولا يستطيع مفاجأتهم، ويجد صعوبات بالغة في الوصول إليهم، ونوقف تدفق المعلومات حول أنشطة عرين الأسود، ونمارس أكبر عملية من التمويه على تحركات هؤلاء المسلحين، ونسهم جميعًا في إنجاح المهمات التي ينوي العرين تنفيذها ضد أهداف الاحتلال، ويمكن تقديم حزمة من النصائح المهمة التي تهم كلًّا من مسلحي العرين وجماهير شعبنا في هذا التوقيت المهم والحساس والدقيق من تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وهي:
أولًا: تعطيل كل الحسابات الشخصية لكوادر وعناصر العرين وعدم استخدام أي منصات للتواصل الاجتماعي كما يتم إغلاق أي مجموعات حوارية خاصة بين عناصر العرين؛ لأنها مصدر مهم للرصد وجمع المعلومات من قبل الاحتلال، ولكونها غير آمنة.
ثانيًا: تقليل الظهور المسلح في الاحتفالات والوقفات والجنائز وغيرها من المناسبات الوطنية وإن كان هناك ضرورة لذلك يراعى عدم كشف وجوه المسلحين حتى وإن كانوا مطلوبين ومعروفين.
ثالثًا: عدم إجراء أي مقابلات مباشرة مع وسائل الإعلام المحلية أو الدولية ويمكن إيصال الموقف أو الإجابات بشكل مكتوب لكل من يريد أي مقابلة معهم.
رابعًا: المحافظة على التغيير الدوري لسياسات العمل بحيث يتم استخدام بدائل مختلفة باستمرار سواء للطرق المستخدمة أو المنازل التي تستخدم للقاءات والاجتماعات، أو للسيارات حتى يصعب المتابعة والرصد.
خامسًا: عدم ضم أي عناصر جديدة إلا بعد إجراء التحري الأمني وجمع المعلومات الكاملة عن أي عنصر حتى نضمن تحصين جسم العرين ونتفادى أي اختراق.
سادسًا: تشكيل مجلس قيادي بالتوافق وعدم إعلان الأسماء خشية من تعرضهم للاعتقال أو الاغتيال ومراعاة أن يكون الصف القيادي من مرجعيات متنوعة، حتى نحافظ على هذا المكون الوطني الوحدوي.
سابعًا: إعلان التعبئة العامة وبدء تجنيد مسلحين جدد في مختلف مناطق الضفة الغربية للتحشيد وتعزيز مجموعات العرين وتوسيع العمل وضمان انتشار هذه الحالة وتخفيف الضغط الحاصل على مركز العمل في نابلس.
ثامنًا: تفعيل الرباط الليلي بحيث يتوزع عدد من المسلحين للرباط في عدد من المحاور والنقاط المهمة التي تشكل نقاط حماية متقدمة يمكن أن تشكل إنذارًا مسبقًا ويمكنها مواجهة القوات الخاصة وإشغالها وربما تعريضها لمخاطر مباشرة وحماية المطلوبين.
كانت هذه مجموعة مهمة وضرورية من النصائح لمجموعات عرين الأسود، لكن فيما يتعلق بدور ومسؤولية جماهير شعبنا تجاه عرين أو أي حالة مسلحة مناهضة للاحتلال فإنها تتلخص في عدة نقاط مركزية وهي: إمداد المسلحين بالمال وكل ما يحتاجون إليه سواء سيارات أو أماكن إيواء وغير ذلك، والتوقف نهائيًّا عن تصوير المسلحين وعدم إجراء أي بث مباشر في مناطق الاشتباك وعدم تداول أي معلومات بخصوص المسلحين، والمساهمة في مهام الحراسة وتعزيز نقاط الرباط بحيث يتم كشف أي تحرك لقوات الاحتلال، وتجنيد وسائل التواصل الخاصة للدفاع عن عرين الأسود والعمل المسلح في الضفة الغربية عامة والتحشيد لها ودفع الناس لاحتضانها والتضامن معها ودعوة الشباب للانضمام ضمن صفوفها.