توافق اليوم (29 أكتوبر) الذكرى الـ66 لمجزرة كفر قاسم، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1956م، وأسفرت عن استشهاد 51 فلسطينيًّا من سكان القرية، منهم أطفال ونساء ومسنّون ورجال، إضافة إلى جنين في بطن أمه.
وبدأت أحداث المجزرة حينما فتحت قوات الاحتلال النار على المواطنين العائدين إلى منازلهم في قرية كفر قاسم، ما أسفر عن استشهاد 51 مواطنًا، معظمهم من الرعاة والمزارعين.
إقرأ أيضاً: وثائق مجزرة كفر قاسم والعنف العقلاني
وكانت قيادة جيش الاحتلال أعطت أمرًا يقضي بفرض حظر التجول من الساعة الخامسة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، فيما طلب قائد الكتيبة أن يكون تنفيذ منع التجول حازمًا بإطلاق النار وقتل كل من يخالف وليس اعتقاله.
وتوجّهت آنذاك مجموعة من القوات بقيادة المجرم جبريئل دهان إلى كفر قاسم، وأبلغ مختار القرية بقرار منع التجول، وطلب منه إبلاغ الأهالي بذلك، لكن المختار ردَّ بأنّ هناك 400 شخص يعملون خارج القرية ولم يعودوا بعد، ولن تكفي نصف ساعة لإبلاغهم.
وتلقّى مختار القرية وعدًا بأنّ هؤلاء الأشخاص سيمرون ولن يتعرض أحد لهم، وفي تمام الساعة الخامسة مساء ارتكبت القوات مجزرة كفر قاسم.
وفي يوليو الماضي، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالكشف عن بروتوكولات سرية لتفاصيل مذبحة كفر قاسم.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن شهادة أحد قادة "حرس الحدود" الذي نفّذ جنوده المذبحة، إنّ القائد قال لجنوده إنه "يُفضّل أكبر عدد من القتلى في صفوف فلسطينيي القرية".
وقال قائد الفصيل "حاييم ليفي" أمام المحكمة العسكرية المخصصة بالتحقيق في المذبحة عام 1957 إنّ مسؤوله المباشر ألحّ عليه بضرورة قتل أكبر عدد من الفلسطينيين بذلك اليوم.
وأشار إلى أنه جرى فرض حظر التجول على القرية الذي بدأ سريانه بساعة محددة دون علم عديد السكان، إذ عادوا من حقولهم مساء لتنتظرهم بنادق الجنود.
ووقعت المذبحة في اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956، إذ كانت المناطق الفلسطينية في الداخل خاضعة للحكم العسكري، وكان الجيش في حينها يخشى من أن تمتد المعركة مع مصر في الجنوب إلى المناطق الداخلية، ففرض حظر التجول على الفلسطينيين إلا أنّ بعضهم لم يعلم به إذ كانوا يعملون في حقولهم يومها.
وأعدمت العصابات الإسرائيلية العشرات من الفلسطينيين عقب عودتهم من عملهم، منهم الرجال والأطفال والنساء.
وقال "ليفي" في شهادته إنه سمع قائده المباشر يقول "مصيرهم كمصير البقية"، في إشارة للفلسطينيين العائدين من حقولهم ما يعني إعدامهم كما البقية.
أبشع الجرائم
وأكد البرفيسور إبراهيم أبو جابر من بلدة كفر قاسم، أنّ مذبحة القرية من أبشع جرائم "العصابات اليهودية" ضد الشعب الفلسطيني.
وعدّ أبو جابر في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أمس، محاكمة قادة المجزرة "هزلية"، ودليلًا على الاستخفاف بالدم الفلسطيني.
وأشار إلى أنّ القرية تُعاني حاليًّا من تضاعف أعداد المستوطنين ومنشآتهم الصناعية في القرية في محاولة لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة من أراضيهم ومنازلهم.
إقرأ أيضًا: مجزرة "كفر قاسم".. مخطط إسرائيلي فشِل في تكرار "النكبة"
ودعا أبو جابر إلى ضرورة إحياء ذكرى المجزرة لإبقائها حاضرة في عقول الأجيال الفلسطينية، والعمل على ملاحقة قادة الاحتلال ومحاكمتهم دوليًّا.