فلسطين أون لاين

دائرة منتصف الملعب.. ما قصتها وأهميتها في ملاعب كرة القدم

...
دائرة منتصف الملعب

لم يترك مشرعو قوانين كرة القدم شيئا للصدفة على درب تطويرها وجعلها الرياضة الأكثر شعبية في العالم، بل سنّوا منذ نشأتها كثيرا من القوانين والقواعد التي كان أكثرها أهمية ووزنا حدود الملعب أو خطوط ميدان اللعب؛ لأن ذلك كان أساس القاعدة الأولى في قوانين كرة القدم التي تسمى "ميدان اللعب".

وإذا كانت حدود الملعب أو خطا الطول -اللذان يسميان أيضا خطي التماس وخطي العرض، واللذان يطلق عليهما تسمية خطي الميدان- يقومان بوظيفة تحديد مجال اللعب ويستوجبان استئناف اللعب برمية تماس أو ضربة مرمى أو ضربة ركنية عند تجاوز الكرة تلك الخطوط الأربعة، فإن كثيرا من المولعين بالساحرة المستديرة لا يعرفون وظيفة الأقواس والدوائر في ملعب كرة القدم، خاصة الدائرة المركزية للميدان أو قرص منتصف الملعب ولا أبعاده.

ولا يبدو رسم ذلك القرص -الذي يبلغ نصف قطره 9.15 أمتار- وسط الملعب أمرا اعتباطيا أو لمجرد أن يخترق محيطه الأشكال المستطيلة أو المربعة لملعب كرة القدم، ولكن له وظائف عدة، لعل في مقدمتها تسهيل مهمة الحكم في التأكد من التزام لاعبي الفريق المدافع بالابتعاد مسافة 9.15 أمتار خلال تنفيذ لاعبين من الفريق الآخر ضربة بداية المباراة أو بداية الشوط الثاني والحصص الإضافية أو عند استئناف اللعب بعد تسجيل الأهداف.

وتقع دائرة منتصف الملعب -كما يوحي اسمها- في منتصف الميدان، ويتم رسمها من مركز خط الوسط، الذي يسمى النقطة المركزية، وعند ضربة البداية أو عند استئناف اللاعب تفرض قوانين كرة القدم ألا يدخل أي لاعب من الفريق المنافس تلك الدائرة إلا بعد لمس اللاعب الثاني للكرة، في حين يسمح للاعب أو لاعبين من الفريق الذي سيقوم باستئناف اللعب بالوقوف أمام الكرة في النقطة المركزية.

وتعد الدائرة المركزية للملعب مؤشرا مرئيا للحكم ليحدد مكان وقوف لاعبي الخصم وتساويهم جميعا في الابتعاد مسافة لا تقل 9.15 أمتار عن الكرة.

لكن هناك كثيرين لا يعرفون أن دائرة وسط الملعب لها وظيفة أخرى، خاصة عند تنفيذ الركلات الترجيحية في المباراة التي يتم حسمها بتلك الركلات؛ إذ تفرض القوانين على أن يصطف اللاعبون باستثناء حارسي المرمى على محيط أو داخل دائرة وسط الملعب، ولا يغادر اللاعب تلك الدائرة إلا عندما يحين دوره لتسديد ركلة ترجيحية.

يشار إلى أنه عند ظهور أولى القواعد المنظمة لكرة القدم -التي أقرتها جامعة كامبردج عام 1846- لم يحدد اتفاق لندن أبعاد الملعب ولا ارتفاع المرمى ولا مدة المباراة، لكن بمرور السنوات بدأت كرة القدم تتطور وتهتم بأبعاد الملعب، فقبل عام 1937 كان تقسيم الملعب إلى نصفين عبر خط عرضي يربط خطي التماس بشكل مستقيم، قبل أن يتم في ذلك العام مراجعة خطوط الملعب ووضع دائرة منتصف الميدان وقوس منطقة الجزاء.

المصدر / وكالات