قائمة الموقع

"باص حارتنا".. مبادرة متنقلة لإحياء التراث في المناطق المهمشة

2022-10-28T08:31:00+03:00
فلسطين أون لاين

في ساحة المدرسة تجلس الطفلة لميس أبو لحية (14 عامًا) تصفق بحرارة لفريق باص حارتنا في أثناء تأديتهم أغنية شعبية، حيث جذبتها العروض الفنية الترفيهية والألعاب الشعبية، إلى جانب فقرات أخرى كالمسابقات، وقصص الحكواتي.

وبالزي التراثي الفلسطيني يتنقل أعضاء "باص حارتنا" بين مدارس مختلفة في قطاع غزة لتنفيذ أنشطة متعددة بمشاركة الأطفال، يحملون معهم آلاتهم الموسيقية، وبعض المعدات الخاصة بالألعاب التراثية.

وتعبر لميس عن سعادتها لمشاركتها التي لامست أثرًا في التخفيف مما تعانيه بسبب الهجمات الحربية الإسرائيلية المتكررة على قطاع، إلى جانب الظروف الصعبة بفعل الحصار وقطع التيار الكهربائي، إلى جانب الضغط النفسي.

أما فاطمة عبد الغفور (11 عامًا) التي اندمجت بالألعاب الشعبية، فأعربت عن فرحتها بالأنشطة التي شاركت بها.

وتقول فاطمة إن تلك الفعاليات مهمة في ظل الوضع المعاش في غزة، "فأصوات القصف العنيف الذي هز القطاع خلال العدوان الذي شنه على غزة في مايو 2021 لا تزال يدوي صداها في مسامعنا، صراخ الأطفال ومشاهد البكاء لا تغيب عن بالنا، هذا إلى جانب أننا فقدنا في الحرب الأخيرة أطفال كثر، ما أثر في نفسيتي بشكل كبير".

وترى أن مثل تلك الأنشطة والفعاليات تخفف من حدة التوتر النفسي والضغط الذي يحرمهم من ممارسة حياتهم بشكل جميل بعيدًا عن العنف.

مبادرة متنقلة

ويقول القائمون على الفريق إن مبادرتهم تهدف إلى تسلية الأطفال ومساعدتهم على التفريغ عنهم نفسيا وانفعاليا إذ إن كل ما قد يعلق في أذهانهم بسبب عوامل داخلية كالمشكلات الاجتماعية التي تعيشها بعض الأسر أو نتيجة أحداث صادمة يعيشها الأطفال بين فترة وأخرى بفعل العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة.

ويوضح مسؤول مبادرة "باص حارتنا" أحمد الأغا: إن "باص حارتنا" مبادرة مستمرة لتعزيز موروث الهوية الفلسطينية الثقافية والاجتماعية والحفاظ عليه، ولا سيما في المناطق المهمشة والأطفال والمدارس الحدودية للتخفيف من معاناتهم النفسية، إضافة إلى الحرص على التمسك بالهوية الفلسطينية والحفاظ على تاريخ الآباء والأجداد.

ويبين أن إحياء التراث يعزز ارتباط الأطفال الفلسطينيين بأرضهم، ويدفعهم للاعتزاز بهويتهم وثقافتهم التي انتمى إليها أجدادهم، فيشعرون باتصالهم بجذورهم التاريخية، ويناضلون من أجل الحفاظ عليها.

ويشير الأغا إلى أن فريق "باص حارتنا" يتبع متحف القرارة الثقافي، وهو مبادرة متنقلة داخل الأحياء الشعبية الموجودة داخل البلدة وغيرها، لإحياء التراث الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال السطو عليه بطرق متعددة، مبينًا أنهم يستخدمون جميع العناصر التي تُحاكي التراث الفلسطيني.

وتشمل الأنشطة التي ينفذها أعضاء "باص حارتنا" في الأحياء الشعبية داخل بلدة القرارة الدبكة والأهازيج والحكواتي والمسرح والعزف على الآلات الموسيقية التقليدية. 

يشار إلى أن الشعب الفلسطيني يُحيي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام يوم التراث الفلسطيني.

ويضيف الأغا: "مبادرتنا تعبر عن موروثنا الذي هو دافعنا للاستمرار بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. نريد أيضا إيصال الفرحة والبهجة بطريقة تراثية إلى الأطفال والمناطق المهمشة التي لا تستطيع الخروج من حيها إلا للضرورة القصوى نظرًا للأوضاع المادية والاقتصادية وتسمرهم داخل منطقتهم دون الخروج منها. لذلك قررنا كسر الحاجز ومخاطبة الأطفال المهمشين حاملين معنا العود والدفوف والطبول مع فرقة الكورال".

وتنفذ المبادرة نشاطاتها حاليًا في العديد من المدارس، وبعد الانتهاء منها ستنتقل إلى الحارات والمناطق المهمشة، وما رصده الأغا خلال تنفيذ الفعاليات تفاعل الأطفال بشكل كبير سواء في المشاركة في الألعاب الشعبية، وترديد الأهازيج الفلسطينية.

ويتكون فريق باص حارتنا من ستة أشخاص، ويقول الأغا إنهم ينوون الاستمرار في تقديم الأنشطة الترفيهية من أجل إدخال البهجة والسعادة على نفوس الأطفال والتخفيف من معاناتهم بفعل الظروف التي يعيشونها.

اخبار ذات صلة