فلسطين أون لاين

على وقع العدوان على نابلس.. أمن السلطة يعتقل المحرر "الشوالي"

...
أمن السلطة يعتقل المحرر "الشوالي" (أرشيف)
نابلس-غزة/ جمال غيث:

بينما كانت البلدة القديمة في نابلس شمالي الضفة الغربية تخوض اشتباكًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي حضرت لاغتيال مقاومين، كانت قوة من جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة تقتحم منزل الأسير المحرر إيهاب الشوالي، لتعتقله بعد الاعتداء عليه وتفتيش منزله بدقة وتعبث بمحتوياته.

إقرأ أيضاً: السلطة تواصل جرائم الاعتقال السياسيّ بحقّ الطلبة والأسرى المحررين

كانت أصوات الانفجارات وطلقات النار تهز المكان عندما "عدت أنا وزوجي إلى منزلنا في بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس، قادمين من مستشفى رفيديا بعد منتصف الليل، أمس، بسبب مرضه الشديد وارتفاع حرارة جسمه، وشعوره بضيق في النفس"، والقول لزوجته إسلام الحلبي.

وما هي إلا لحظات "حتى فزعنا بقرع الباب بقوة ومحاولة خلعه، حينها اعتقدنا أن قوات الاحتلال حاصرت المكان وتريد اعتقال زوجي إيهاب، فما كان منا إلا توديع بعضنا ونحن ننظر إلى أطفالنا الثلاثة"، تضيف الحلبي لصحيفة "فلسطين".

وتابعت: "ما إن فتحت الباب صدمت بوجود ما يزيد على عشرة أشخاص بلباس مدني يحاولون خلعه، حينها اعتقدت أنهم قوة إسرائيلية، وعندما سألتهم من أنتم؟ صدمت بإجابة أحدهم: نحن من جهاز الأمن الوقائي، وجئنا لاعتقال إيهاب. في هذه اللحظة تجمع سكان العمارة لتقديم المساعدة ظنا أن المقتحمين من جيش الاحتلال، لكن سرعان ما بدأ أفراد القوة بالصراخ عليهم ليعودوا إلى منازلهم، وأنهم حضروا لاعتقال إيهاب ولن يترددوا في اعتقال جميع الموجودين أمامهم".

فشلت محاولات الزوجة في إقناع عناصر القوة ترك زوجها لكونه مريضا ولا يقوى على حمل جسمه، على أن يسلم نفسه بعد تماثله للشفاء، لكن القوة رفضت ذلك "وكان حينها زوجي يضع يديه على رأسه وصدره طوال الوقت من شدة الألم، ويحاول الاستناد إلى الجدار خلال حديثه مع عناصر الأمن عن أسباب حضورهم".

وأشارت إلى أن أفراد القوة انتشروا في أرجاء المنزل "بطريقة همجية، أشبه بالجراد" وبدؤوا بتفتيشه، وحاولوا الاستيلاء على أجهزة اللاب توب والجوالات "لكني أوقفتهم، فجميع أعمالي الهندسية على تلك الأجهزة".

ولفتت إلى أن القوة الأمنية حينها "أغلقت علينا الباب ومنعتنا من التحرك في المنزل أو إجراء أي اتصالات لمدة تقارب الساعة، بانتظار حضور الشرطة النسائية والقوة المشتركة، لتفتيش المنزل مجددًا، ولحين انتهاء الأحداث في المدينة وانسحاب جيش الاحتلال من المكان".

إقرأ أيضاً: تقرير تجاهل السلطة التقارير الحقوقية عن الاعتقال السياسي.. تغوُّل على التزاماتها الدولية

وتكمل: "بعد قرابة الساعة رن هاتف ضابط القوة ليبلغ أفرادها بمغادرة المكان ولكن برفقة زوجي دون إبلاغي بأي معلومات عن أسباب اعتقاله، أو مكان تواجده، ورافق ذلك ضربه بالأيدي، دون الاستجابة لنداءاتي بالرفق به كونه مريضا".

والشوالي (35 عاما) أسير محرر أمضى عدة أعوام في سجون الاحتلال، ويعاني من ضيق في التنفس، وارتفاع في درجات حرارة جسمه، وسعال قوي، وهو بحاجة إلى تناول أدويته بانتظام لتجنب تردي وضعه الصحي، وفق زوجته. 

ومنذ لحظة اعتقال "الشوالي" حاولت عائلته الاتصال بالشرطة، ومقربين منها ومحامين، للتعرف على مصير ابنها وإطلاق سراحه، لكن دون جدوى، فالجميع يبلغها بعدم القدرة على الوصول إليه أو معرفة أي شيء عنه.