فلسطين أون لاين

ممثل الجهاد الإسلامي في سوريا

حوار السنداوي: استئناف علاقة حماس مع سوريا "إضافة نوعية للمقاومة"

...
ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لدى سوريا إسماعيل السنداوي
دمشق- غزة/ نور الدين صالح:
  • على السلطة وقف التنسيق الأمني وحماية المقاومين
  • اتفاق أوسلو "غير مجدٍ" والاحتلال لم يلتزم بنودَه
  • تصاعد المقاومة في الضفة دليل على فشل "مشروع دايتون"

 

عدَّ ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لدى سوريا إسماعيل السنداوي، استئناف العلاقة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وسوريا "إضافة نوعية للمقاومة الفلسطينية"، في حين انتقد موقف قيادة السلطة في رام الله، إزاء الأوضاع المشتعلة في مختلف مدن الضفة الغربية بفعل ممارسات الاحتلال العنصرية، واصفًا إياه بـ"المخزي والمُعيب".

وشدد السنداوي في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين"، على ضرورة "وقف السلطة التنسيق الأمني مع الاحتلال وتوفير الأمن والحماية للمواطنين والمقاومين، ومنع الاجتياحات الإسرائيلية لمدن الضفة خاصة جنين ونابلس.

وطالب أجهزة أمن السلطة بالتوقف عن الاعتقالات السياسية وإطلاق سراح المعتقلين في سجونها، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة المواجهات مع الاحتلال وتصاعد المقاومة، عادًّا استمرار التنسيق الأمني "خدمة مجانية للاحتلال".

وأوضح أن ممارسات السلطة تجاه شعبنا واستمرار التنسيق الأمني باتت "مرفوضة" حتى من قيادات في حركة فتح.

وبيّن أن اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير مع الاحتلال مقابل الحصول على "التسهيلات" "لم يعد مجديًا"، خاصة أن الأخير لم يلتزم به مُطلقًا، إذ إنه ضاعف أعداد المستوطنين والاستيطان في مدن الضفة.

وبحسب السنداوي، يجب على السلطة وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالاحتلال والذهاب نحو انتخابات مجلس وطني جديد وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني والمنظمة.

فشل "دايتون"

وحول تصاعد وتيرة الأحداث في الضفة، عدّ السنداوي، المشهد الراهن وتشكيل مجموعات جديدة مثل "عرين الأسود" دليلًا واضحًا على فشل "مشروع دايتون" الذي كان يريد صناعة جيل فلسطيني جديد يستسلم للاحتلال.

وقال: "خرج هذه الجيل الجديد يقاوم الاحتلال أمثال إبراهيم النابلسي وعدي التميمي وغيرهم، وجميعهم ولدوا بعد أوسلو وانتفاضة الأقصى، مما يؤكد أن الشعب الفلسطيني ما زال حيًّا".

وأضاف "أن محاولات الاحتلال القضاء على المقاومة في الضفة والرهان على السلام الاقتصادي وخطة دايتون وصفقة القرن، فشلت فشلًا ذريعًا أمام صمود الشعب الفلسطيني وتصاعد مقاومته".

وشدد على أن "المقاومة في الضفة تتصاعد ولكن حتى اللحظة ما زالت في البدايات، وهي بحاجة لدعم ومساندة وموقف سياسي داعم لها وعدم ترك الضفة لوحدها في مواجهة الاحتلال".

ورأى أن ما يجري في الضفة "ليس انتفاضة شعبية إنما مسلحة" وهي بحاجة إلى مؤازرة من فصائل المقاومة من غزة، "ويجب عدم إعطاء الاحتلال رسائل طمأنة بأن غزة لن تتدخل في الضفة"، حسب قوله. 

وجدد مطالبته، بضرورة وجود موقف داعم وتضامن شعبي بين الكل الفلسطيني، لمواجهة الاحتلال الذي يشن حملة منذ أكثر من 10 أشهر تحت اسم "كاسر الأمواج" لإحباط العمليات في الضفة.

طي الماضي

وحول لقاء حركة حماس وفصائل فلسطينية مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق قبل أيام، قال السنداوي، إن هذا اللقاء جاء ليؤكد أن "عنقود المقاومة اكتمل وخاصة بعودة حماس إلى سوريا".

وبيّن أن اللقاء جاء لطي صفحة الماضي وعدم فتحها والنظر للمستقبل، خاصة أن القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة كبيرة، في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى والقدس والضفة لانتهاكات من قوات الاحتلال، وهرولة بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل). 

وتابع "القضية الفلسطينية بحاجة إلى دعم من الأمة العربية والإسلامية، والشعب الفلسطيني بحاجة إلى علاقة مع الدول العربية كدولة مثل سوريا التي قدمت لها الكثير".

وعدَّ استئناف العلاقة بين حماس وسوريا "إضافة نوعية للمقاومة الفلسطينية، ومزيد من الدعم، خاصة في ظل رهان الاحتلال على نسيان القضية الفلسطينية".

انفتاح كبير

وأشار إلى أن أبواب سوريا مفتوحة للمقاومة الفلسطينية، فهي داعم وحاضن أساسي لها.

وجدد التأكيد أن الفصائل الفلسطينية لا تتدخل في شؤون الدول العربية، وتوجه بوصلتها نحو الاحتلال فقط، "فهو الذي يرتكب الجرائم وهجّر الشعب الفلسطيني من أرضه، في ظل دعم العالم الغربي له بشكل مطلق".

وتابع "يجب أن نحافظ على العلاقة مع كل من يدعم فلسطين، سواء سوريا أو إيران أو حزب الله، فهذا لا يحتاج إلى مبرر، فعدونا واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي".

وذكر ممثل الجهاد، أن سوريا لا تزال تتعرض لعدوان إسرائيلي بشكل يومي، "لذلك فإن موقفها لم يتغير تجاه القضية الفلسطينية"، واصفاً استئناف علاقة الفصائل وحماس مع سوريا "جزء من العلاقة الاستراتيجية مع العمق العربي والإسلامي".

وأشار إلى أن الدماء الفلسطينية التي سالت على أرض فلسطين أحيّت الأمة كلها، وزادت التضامن العربي مع القضية الفلسطينية، ما يدلل على أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في مواجهة الاحتلال.