يستغرق الصحفي محمد أبو ثابت ساعات طويلة لاجتياز حاجز "بيت فوريك" الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، وتفرض من خلاله إجراءات تعسفية على المواطنين.
هذا المشهد يعيشه أبو ثابت من سكان قرية بيت دجن، الواقعة شرق مدينة نابلس، في شمالي الضفة الغربية، يوميا عند ذهابه لعمله في إحدى المؤسسات الإعلامية، وفي بعض الأحيان يلجأ إلى طرق التفافية.
و"بيت دجن" ملاصقة لقرية بيت فوريك شرق نابلس، ويعد الحاجز العسكري الذي يقيمه الاحتلال عند مدخل بيت فوريك، المخرج والمدخل الرئيسَيْن للقريتين، بعد إغلاق سلسلة طرق في المنطقة لمصلحة مشاريع التوسع الاستيطاني.
إقرأ أيضاً: الاحتلال يغلق حاجز بيت فوريك شرق نابلس
نتج عن ذلك تكدس عدد كبير من المركبات لساعات طويلة عند الحاجز وفي داخلها مئات المواطنين، وسط تعزيزات أمنية مكثفة لجيش الاحتلال، وزيادة في أعداد الجنود والآليات العسكرية هناك، كما أوضح أبو ثابت لصحيفة "فلسطين".
حتى من يفكر بالنزول من المركبة للمرور على قدميه، يتعرض للاعتقال والحجز والتحقيق والاعتداء بالضرب من جنود الاحتلال.
وبين تعرضه للاعتداء بالضرب والإهانة خلال محاولته المرور عبر الحاجز الذي يشهد تشديدًا في إجراءات الإغلاق والتفتيش منذ فرض جيش الاحتلال الحصار على نابلس، قبل أسبوعين.
ألجأ ذلك أبو ثابت إلى طرق التفافية أخرى أغلقها الاحتلال منذ عام 2000، ونشر فيها مواقع عسكرية ومستوطنات، وقد قرر المرور عبرها رغم المخاطر التي تحفها بسبب انتشار جنود الاحتلال والمستوطنين، لكنه يحرص على ذلك قبل حلول ساعات الفجر، حيث لا وجود للجنود والمستوطنين في هذا التوقيت.
وأضاف أن إجراءات الاحتلال عند الحاجز تسببت بمضاعفة معاناة المواطنين الراغبين بالمرور لتلبية مصالحهم واحتياجاتهم، وألحقت بهم أضرارا كبيرة، ولا سيما فئة المرضى ممن هم بحاجة ماسة إلى الانتقال من ريف نابلس لتلقي العلاج في مستشفيات المدينة.
وبحسب أبو ثابت، فإن عملية التأخير للشخص الواحد تمتد أحيانًا 12 ساعة عند الحاجز، وقد أوجد ذلك أزمة حقيقية أمام طلبة الجامعات من سكان قريتي بيت فوريك وبيت دجن، المحاصرتين بالكتل الاستيطانية من كل جانب.
وأصبح الاحتلال يتخذ من هذا الحاجز مكانًا لإذلال المواطنين في أثناء محاولتهم الخروج من القريتين أو الدخول إليهما.
وأكثر ما يعانيه المواطنون هذه الأيام في بيت فوريك وبيت دجن، النقص في المواد الغذائية، وغيرها من مستلزمات المواطنين التي تضاءلت كمياتها لديهم.
وكان جيش الاحتلال قد فرض حصارًا مطبقًا على نابلس والقرى المحيطة بها من جميع الجهات، في إطار ملاحقته مجموعات "عرين الأسود" بعد سلسلة عمليات ألحقت به خسائر.
وبين أبو ثابت أنه نتيجة هذا الحصار، أصبحت بيت فوريك وبيت دجن معزولتيْن تمامًا عن محيطهما.
وفي كثير من الأحيان يطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية والغاز تجاه المواطنين ومركباتهم المكدسة.
وبينت عضو المجلس البلدي في بيت دجن مرام الحنيني، أن قرابة 20 ألف نسمة تعداد سكان بيت فوريك وبيت دجن، يعانون الحصار، ما سبب لهم تداعيات خطيرة، لكنهم صامدون رغم الظروف المتردية التي يمرون بها.
وأكدت الحنيني في تصريحات صحفية أن الحصار ترك تداعيات اجتماعية خطيرة لم يعهدها سكان ريف نابلس من قبل، إذ تسبب بعزلهم عن محيطهم وأقاربهم في المنطقة، إضافة إلى النتائج السلبية على المرضى ممن هم بحاجة ماسة إلى المستشفى يوميا.