أكَّد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في غزّة محمود الراس، مساء اليوم الاثنين، أنّ "مجموعات عرين الأسود وكتيبة جنين ما هي إلا استجابة للإرادة الشعبيّة الفلسطينيّة، وتجسيد عملي لجبهة المقاومة الموحّدة التي طالما انشد لها شعبنا وثواره".
وجاء ذلك خلال جنازة عسكريّة ومسيرة غضب نظّمتها الجبهة الشعبيّة في مدينة غزّة، وفاءً لرفيقها المقاتل وأحد قادة مجموعات عرين الأسود الشهيد تامر الكيلاني "أبو يامن"، حيث انطلقت الحشود المُشاركة في الجنازة من منطقة السرايا إلى مفترق الاتصالات غرب المدينة.
وأضاف الراس خلال كلمة الجبهة المركزيّة: "إنّنا نقف اليوم التحامًا مع أهلنا في نابلس، وأبطالنا في عرين الأسود الذين جعلوا من دمائهم مقاومة وثورةً وشهاداتهم وتضحياتهم تحريرًا وعودة، فتحيةً لروح الشهيد البطل تامر الكيلاني أسد العرين الذي عمل وقاوم بصمت وجعل من شهادته زلزالاً مقاومًا رافضًا للاستسلام ولا يعرف الهزيمة أو الانكسار، ويرى بالشهادة نصر على طريق تحرير الأرض والانسان والاستعمار والإرهاب الصهيوني وجرائمه المتصاعدة".
ووجّه الراس "التحية إلى الشهيد الذي انغمس عميقًا في وجدان الشعب كما في تراب الأرض، فدائي يقطر خلفه آلاف الفدائيين من جيل التحرير والعودة، جيل لا يعرف الاستسلام، قاتل وسيقاتل، يرفض الموت الطبيعي. يرتقي شهيدًا كما ارتقى الشهيد الخالد غسان كنفاني صاحب هذه المقولة، وطوبى لكتيبة جنين وعرين الأسود. طوبى لرفاق الشهداء الأبطال جميل العموري، عبد الله الحصري، أدهم مبروكة، محمد الدخيل، أشرف المبسلط، إبراهيم النابلسي، محمد العزيزي، عبد الرحمن صبح، رعد وعبد الرحمن خازم، أحمد وعبد الرحمن عابد، ضياء حمارشة، عدي التميمي".
وأكَّد الراس أنّ "هؤلاء الشهداء الذين شَكلّوا متاريس حرية وقنابل تحرير ورصاصات غضب وعبوات نار تتفجر في جنود العدو. طوبى لأبطال شعبنا في الضفة والقدس. تحية لأبي ديس، لشعفاط، لطولكرم والخليل لرام الله وجنين، وكل فلسطيني مقاتل انغمس بالأرض عميقاً مقاتلاً من أجلها، فتحية لأهلنا في فلسطين المحتلة وهم يشاركون شعبهم التصدي والمقاومة لإرهاب الاستيطان، والاقتحامات".
وأوضح الراس: "نقف اليوم من شارع الشهداء بغزة فخرًا وإكبارًا وعزة بالشهداء، لنؤكد بأننا شعب واحد ومصير واحد ودماء واحدة، ونقف خلف المقاومة ولا نعرف سوى فلسطين قبلة والقدس بوصلة وصدر العدو مكانًا لطلقاتنا، ولقد أثبت الشهيد تامر الكيلاني بدمائه الزكية، وأكد أبطال المقاومة وجنرالاتها في شوارع الضفة والقدس، أن طريق المقاومة هو الطريق للوحدة التي يريدها شعبنا والوسيلة لكنس الاحتلال والتحرير والعودة".
وشدّد الراس، أنّ "عدونا اليوم يعيش مأزقه الوجودي بفعل الانتفاضة والمقاومة التي أطلقها أبطال عرين الأسود، وما عمليات الاغتيال والحصار والتنكيل إلا محاولة إرهابية للخروج من هذا المأزق الذي يعيشه الاحتلال، وهذا العدو بات يفقد عقله نتاج الخسائر وحالة الاستنزاف والضربات المتلاحقة التي يوجهها أبطال عرين الأسود وكتائب المقاومة المسلحة في الضفة".
ورأى الراس، أنّ "تصاعد المواجهة في الضفة المحتلة يلقي على عاتق مجموعات المقاومة وجماهير شعبنا أعباء هائلة، ويستحدث مهمات على قوانا الوطنية ومؤسساتنا النهوض بها، فقد شَكّل موكب التشييع للشهيد تامر بالأمس كما كل مواكب تشييع الشهداء، استفتاءً شعبيًا عبّر عن انحياز شعبنا للمقاومة كخيار وطريق للوحدة والتحرير والعودة، وما عرين الأسود وكتيبة جنين سوى استجابة للإرادة الشعبية الفلسطينية، وتجسيد عملي لجبهة المقاومة الموحّدة التي طالما انشد لها شعبنا وثواره".
وجدّد الراس نداء الجبهة خلال حديثه "للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بضرورة استخلاص العبر من تجربة أوسلو المريرة والتزاماتها السياسية والأمنية وفي مقدمتها التنسيق الأمني، ونقول إنّ دور السلطة هو الدفاع عن أبناء شعبنا والتصدي للعدوان وملاحقة العملاء"، فيما وجّه كلمةً للمقاتلين في الأرض الفلسطينيّة بالقول: "لا تنتظروا توجهات.. ولا الأوامر من أحد.. شقوا الطريق واختاروا أهدافكم وأدواتكم ومواقيت انطلاقتكم. أطلقوا النار على الرؤوس فشعبكم خلفكم يرى بكم وتشكيلاتكم القتالية وحدة انتظرها منذ زمن".
وبيّن الراس، أنّ "هذه التشكيلات التي يتشارك بها الفتحاوي والحمساوي والجبهاوي والجهادي، كما كل قادر على المقاومة في ميادين المقاومة وأدواتها هي تعبير حقيقي وملموس لجبهة المقاومة الموحّدة التي طالما سعى لها شعبنا وهو ما يستلزم ترجمتها بقرار سياسي وطني موحد يحمي ظهر المقاومين، ويدعم الجماهير، ويوفر موارد ومرتكزات الصمود والتعامل الجريء مع تفاصيل وتحديات المواجهة"، داعيًا "الكادر الفصائلي وكادر المؤسسات الوطنية للقيام بدورهم في تشكيل اللجان الشعبية وتوفير متطلبات الصمود، واستحداث مهماتهم الملائمة لواقعهم دون انتظار، فالمطلوب من كل موقع بقرار من القوى الوطنية والإسلامية ونشطائه انشاء أجسام وبنى جبهة المقاومة الموحّدة".
كما دعا الراس "القوى الوطنية والإسلامية في المحافظات والمناطق كما الحركة الطلابية لبرنامج فعاليات وطني يوسع من أشكال وأدوات المقاومة الشعبية، ينطلق لكسر الحصار عن محافظة نابلس وقراها"، فيما دعا "جماهير شعبنا في الشتات في كافة أماكن تواجدهم أن تتشارك مع عرين الأسود وكتيبة جنين ومقاتلي غزة وثوار الداخل المحتل المقاومة، ومواصلة الضغط على سفارات العدوان والإرهاب الصهيوني وحلفائه وداعميه".
كما خاطب الراس أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل قائلاً: "تعودنا منكم أن تكونوا في مقدمة كل معركة. شركاء في النضال والكفاح. ندعوكم ولجنة المتابعة العربية لتسيير قوافل كسر الحصار إلى نابلس جبل النار وجنين البطولة والفداء وغيرها من المناطق المحاصرة".
وفي ختام كلمته، عاهد الراس باسم الجبهة الشعبيّة "الشهيد المقاتل تامر الكيلاني وكل الشهداء بأن نسير على ذات الدرب حتى تحقيق حلم شعبنا في التحرير والعودة".
وتقدّم الجنازة المئات من مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبيّة حاملين نعش الشهيد الكيلاني في صورة وفاءٍ رمزيّة على أكتافهم تكريمًا له ولمسيرته الكفاحيّة التي قدّم فيها التضحيات دفاعًا شعبه وعن القضية الفلسطينيّة.
وشارك في الجنازة حشد كبير من المواطنين تقدّمهم عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة مسؤول فرعها في غزّة محمود الراس إلى جانب أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية العامة والفرعية للجبهة، فيما شارك لفيف من القوى الوطنية والإسلاميّة في صورةٍ وحدويةٍ يجسّدها شعبنا وقواه الحية دعمًا لأبطال شعبنا من الشهداء والأسرى.