يلعب اختيار أطباق واستبعاد أخرى دورًا مهمًا في مد الأطفال بالعناصر الغذائية اللازمة لنموّهم.
ومع ما يتطلبه التحصيل العلمي من مجهود ذهني وفكري، فإن الدراسات تشير أيضًا إلى رابط قوي بين تفوّقهم الدراسي واعتماد نظام غذائي متوازن وسليم.
في هذا الصدد، أشارت مراقبة تعزيز تغذية المجتمع في الهيئة العامة للغذاء والتغذية وجد العثمان إلى أثر التغذية الجيدة والمتوازنة على نشاط الدماغ، حيث يصبح أفضل، ويزيد التركيز لدى الأطفال.
كذلك تحدثت في إطلالة سابقة عبر "العربي" عن الانعكاس الإيجابي لتقديم وجبات صحية للأطفال بشكل روتيني على سلوكهم. وتخلص إلى أن التغذية الجيّدة لها علاقة بكل الأمور الحياتية.
عناصر مهمة لتغذية الطفل
مستهلة الحديث عن العناصر التي يحتاجها الطفل في غذائه، توقفت العثمان عند قلة النشاط التي يعاني منها بعض التلاميذ، فعزتها في بعض حالاتها إلى النقص في عنصر الحديد داخل الجسم وفقر الدم.
ولفتت إلى وجود الحديد في جميع اللحوم، ولا سيما الحمراء منها، وكذلك الخضروات الورقية والبقوليات.
وعدّت فيتامين "بي" من العناصر الغذائية المهمة أيضًا، شارحة أن وجوده في الجسم يحفّز نقل الإشارات العصبية.
ومن الأطعمة التي قالت إن فيتامين "بي" موجود فيها؛ كل من البطاطا والفول الأخضر والسبانخ والحليب والأفوكادو. وأضافت أن الشوكولاتة المصنوعة من الكاكاو الداكن تحتوي على فيتامين "بي" بكميات جيدة.
ونصحت الأمهات بتقديم مشروب الشوكولا مع الحليب لأطفالهم، وتحضير المزيج مناصفة من الكاكاو الداكن وذاك المرفق بالحليب.
إلى ذلك، توقفت العثمان عند عنصر "الأوميغا 3"، فقالت إنه مرتبط بالقدرات العقلية والإدراكية. وذكرت بإدخال المكسرات والأسماك الدهنية إلى النظام الغذائي الخاص بكبار السن من أجل تأخير ألزهايمر أو النسيان.
كيف يمكن تشجيع الأطفال على تناولها؟
قد لا تتماشى الأطباق الصحية مع رغبات الأطفال، غير أن العثمان تحدثت عن خطوات تشجعهم على تناولها.
يأتي في طليعة هذه الخطوات معرفة الأغذية التي يحبذها الصغير، وإشراكه في إعداد الأطباق، والتحايل فيما يخص تلك التي لا يحبها، عبر اعتمادها ضمن مكونات أكلات أخرى يحبها.
وقدّمت العثمان العدس مثالًا في هذا المجال، حيث أشارت إلى إمكانية إدخاله في خليط اللحم المفروم عقب سلقه.
بدورها، أشارت الطبيبة النفسية المتخصصة بالتغذية أوما نايدو، في مقالها المنشور على موقع "سي إن بي سي"، إلى بعض الأساليب والأطباق التي تنصح بها وتساعد برأيها الأطفال على التركيز.
وأفادت نايدو بأن الأطعمة الغنية بعناصر مثل "الأوميغا 3" والفولات والحديد والزنك وفيتامينات منها "بي 12" و"دي" تدعم وظائف الدماغ والسلوك والتعلم، ووصفت في المقابل تجنّب الأطعمة المصنعة التي تحتوي على سكريات مضافة بـ"الأمر "الأساسي".
ونصحت بإعداد العصائر اللذيذة، وهو الأمر الذي يسمح برأيها بدمج الكثير من المكونات وإدخالها إلى النظام الغذائي الخاص بالطفل، وإخفاء أخرى داخلها لا يحبذها عادة.
وقدّمت من بين الأطباق الموصى بها الكوسى أو الجزر المقطع على شكل أصابع، وبما يشبه البطاطا المقلية، لكن يتم إعدادها في المقلاة الهوائية فتصبح مقرمشة، وبالإمكان إضافة الكركم أو الزعتر إليها لمنحها النكهة.
وعدّت أيضًا طبق الحمص المصنوع منزليًا طريقة سهلة لدمج البقوليات في نظام الطفل الغذائي، حيث يمكن أيضًا لعامل الألوان أن يلعب دورًا جاذبًا. والحمص بالإمكان تقديمه للتغميس مع الجزر أو الكرافس..