فلسطين أون لاين

تقرير "مقبرة القسام".. الاحتلال يستهدفها بالتجريف والتهويد

...
مقبرة القسام في حيفا - أرشيف
الناصرة-غزة/ جمال غيث:

يتجمع عدد من الدعاة والخطباء والنشطاء على أرض مقبرة القسام في بلدة الشيخ المهجرة قضاء مدينة حيفا داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لحمايتها من خطر التجريف والتهويد الإسرائيلي في مقدمة للاستيلاء عليها.

وفي خيمة نصبتها لجنة متولي أوقاف حيفا، في مقبرة القسام، بالتعاون من الدعاة والخطباء والنشطاء، قبل أسابيع، يوجد عدد من المواطنين ليل نهار للدفاع عنها والتصدي مخططات الاحتلال المتربصة بها.

وكانت شركة استثمار "كيرور أحزاكوت" الإسرائيلية قد قدمت طلبًا إلى لجنة التنظيم والبناء "موردوت هكرمل" في وقت سابق، باستصدار ترخيص لبناء جدار على أرض مقبرة القسام، مدعية ملكية 15 دونمًا من مساحتها الإجمالية البالغة 44 دونمًا.

إقرأ أيضاً.. الاحتلال يعتدي على مقبرة القسام قرب حيفا

وأوضح عضو لجنة متولي أوقاف حيفا فؤاد أبو قمير أنّ عمر المقبرة يزيد على 100 عام، وأنها تضم قبورًا لرفات شهداء فلسطين، منهم الشهيد عز الدين القسام، الذي استُشهد خلال تصديه لقوات الاحتلال البريطاني عام 1935، إضافة إلى متوفين من المدينة.

وذكر أبو قمير لصحيفة "فلسطين" أنّ لجنته اكتشفت عام 2013 استيلاء الاحتلال على 14 دونمًا من المقبرة، وأنه لا يزال يحاول الاستيلاء على آخر 13 دونمًا منها، وأن اللجنة بالتعاون مع الدعاة والخطباء والنشطاء أقاموا قبل أسابيع خيمة على أرض المقبرة لحراستها والتواجد فيها ليل نهار للتصدي لاعتداءات الاحتلال الهادفة لتهويدها.

وأرجع أسباب تواجدهم في الليل بالمقبرة إلى خشيتهم من إقدام الشركة الإسرائيلية على تنفيذ جريمة هدم فيها كما حدث من قبل، بدعوى أنها تملك أرض المقبرة، لافتًا إلى أنها قدمت طلبًا لاستصدار موافقة لإقامة جدار من الخرسانة المسلحة بارتفاع مترين ونصف المتر، مع ثلاث بوابات للتحكم بالوافدين إليها.

وعدّ تلك الخطوة اعتداءً صارخًا وممنهجًا على المقبرة التي شهدت في الفترات السابقة اعتداءات متكررة، ومحاولة نبش المستوطنين بحماية قوات الاحتلال بعض قبورها، متوقعًا أن تشهد الأيام القادمة محاولات من الشركة الإسرائيلية للاعتداء عليها وتجريفها كما حصل في مارس/ آذار الماضي، عندما حاولت تجريف جزء منها.

ورأى أنّ محاولات الاحتلال لتجريف المقبرة ستبوء بالفشل بفعل التواجد الفلسطيني فيها وحمايتها، داعيًا إلى هبة جماهيرية للتصدي لمحاولات الاستيلاء عليها.

مخططات استيطانية

ولفت خبير التخطيط والمحاضر في جامعة حيفا البروفيسور راسم خمايسي إلى تبقّي 13 دونمًا من المقبرة عقب استيلاء الاحتلال على الجزء الأكبر منها، لافتًا إلى أنّ محاولاته وشركاته الاستيطانية لا تتوقف ولو ليوم واحد، من أجل سلب مزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح البناء والتوسع الاستيطاني.

وبين خمايسي لـ"فلسطين" أنّ شركة "كيرور أحزاكوت" الإسرائيلية قدمت في وقت سابق إلى لجنة التنظيم والبناء "موردوت هكرمل" لاستصدار ترخيص لبناء جدار على أرض مقبرة القسام، مُدّعية ملكية 15 دونمًا منها.

وأضاف أنّ المقبرة تتعرض لسلسلة اعتداءات منذ نهاية العام الماضي لسلبها "لكنّ صمود وتواجد أهلنا في الداخل المحتل فيها أفشل مخططات الاحتلال".