قائمة الموقع

تسوية دون السلطة.. كابوس يؤرق "المقاطعة"

2017-08-14T05:51:23+03:00

تقترب زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسيون غرينبلات، إلى المنطقة العربية، ولا تزال مواقف الولايات المتحدة باهتة من "حل الدولتين" والاستيطان واللذين طالبت السلطة في رام الله بتوضيحهما. ومع تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "حل الدولتين" واعتباره أنه ليس الحل الوحيد لعملية التسوية ظهرت مشاريع عربية لتسوية القضية بعيدًا عن عيون السلطة أو تدخلاتها.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤول فلسطيني لم تكشف عن اسمه، أمس قوله، إن السلطة في رام الله مقتنعة بأن أمريكا و(إسرائيل) تعملان سويًا مع الدول العربية للتوصل لعملية سياسية إقليمية على حساب حل الدولتين وتخشى أن يتم التوصل لتفاهمات يتم فرضها على السلطة في رام الله كحقيقة واقعة لا محال منها.

تصفية حسابات

ويرى عمر عساف الكاتب والمحلل السياسي أنه في ظل الحالة الراهنة التي نعيشها بسبب انشغال الساحة الفلسطينية بالانقسام، وشهية الإسرائيليين والأمريكان لتسويف القضية الفلسطينية، فتحت المجال للدول العربية لتلعب دورًا فيما تسمى "صفقة العصر".

وقال لصحيفة "فلسطين": "إن ما يجري مجرد محاولات، ونحن نثق بالشارع الفلسطيني الذي يستطيع أن يجابه هذه المشاريع"، مشيرًا إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي المرتقبة نهاية الشهر الجاري ما هي إلا لفرض مزيد من الشروط على الفلسطينيين.

وتابع: "وهذه الضغوط إما لدفعهم للقبول بحل طرحوه هُم وهو حل إقليمي، أو القبول بحل تصفوي للقضية وهو ما لا يمكن أن تقبله السلطة ولا الشارع الفلسطيني"، ملفتاً إلى أن مشكلة السلطة هي أن الملفات العالقة مثل قضايا اللاجئين والحدود وغيرها لا تحتل أهمية لدى السلطة بنفس قدر الأهمية التي تحتلها ملفات أخرى مثل تصفية حسابات على الساحة الداخلية.

واعتبر أن ما وقع في القدس مؤخراً كان يجب أن يبنى عليه لتعزيز الوحدة وعناصر الصمود في الشارع الفلسطيني، لكن السلطة تتابع تصفية حساباتها وإصدار قراراتها العقابية بحق قطاع غزة.

وفي معرض رده على سؤال "فلسطين": هل يمكن أن تقبل السلطة بحل تفرضه عليها الدول العربية؟ وما مصيرها عندئذ؟، قال:" إن المحاولات مستمرة ولن تتوقف، وأي حلول سيتم فرضها على شعبنا لا أعتقد أن تمر، وسيبقى شعبنا ثابتا على مواقفه ومبادئه مهما حصل".

وضع هش

بدوره، أكد خالد عمايرة الكاتب والمحلل السياسي أن حل الدولتين لم يعد موجوداً، وأن ما يجري على الأرض من أفعال إسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع شطب هذا الحل منذ زمن، وأن الولايات المتحدة الأمريكية بعد مجيء ترامب دعمت ذلك.

وقال لصحيفة "فلسطين":" لا يوجد أمام الفلسطينيين إلا حلان لا ثالث لهما، فإما دولة واحدة يعيش فيها الجميع بمساواة أو استمرار الصراع، أما ما يتحدثون عنه حول أن تأخذ (إسرائيل) الأرض وتمنحهم الأردن هويتها وكأن السكان لها فقط هذا غير مقبول".

ورفض فكرة قبول الفلسطينيين بفرض أي حل عليهم، وقال:" إن ميزة الشعب الفلسطيني أنه يتحلى بثقافة سياسية عالية، ولا يمكن أن ينطلي عليه أي حل لا يحقق أدنى سقف من توقعاته وحقوقه".

وفي معرض رده على سؤال "فلسطين": ما هو مصير السلطة الفلسطينية في حال تم فرض حل عربي عليها يستثني حل الدولتين؟، أجاب:" (إسرائيل) قضت على حل الدولتين من خلال الاستيطان والتهويد للقدس، ولم تعد هناك إمكانية لقيام دولة فلسطينية على فتات الأرض في الضفة الغربية".

وأضاف:" إن الاحتلال لن يقبل بدولة يجتمع فيها الفلسطينيون مع اليهود، خشية أن ينقلب الميزان الديمغرافي عليه"، ملفتاً إلى أن الحالة السياسية التي تعيشها السلطة الفلسطينية تجعلها حبيسة وضع "هش" لن يسمح لها بالاستمرار طويلاً على هذه الحال.

اخبار ذات صلة