شق مركب "لنش جر" صنع بأيدٍ فلسطينية، أمس، عباب البحر قادمًا من بحر خان يونس جنوب القطاع، ليرسو في حوض ميناء غزة البحري.
وظهرت السعادة على وجوه الصيادين، وصانعي المركب، بعد أن نجحوا في تجربة إطلاقه الأولى.
ويعد صناعة المركب تحديًا للاحتلال الإسرائيلي الذي منع إدخال المعدات وقطع الغيار التي يحتاجها الصيادون للعمل والصناعة.
ويبلغ طول المركب، وفق الناشط والمختص في قطاع الصيد البحري زكريا بكر، 21 مترًا، وبعرض 6 أمتار، وبارتفاع ثمانية أمتار.
وقدر بكر خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" تكلفة صناعة المركب الذي استمر العمل به عام ونصف العام، من 350 إلى 400 ألف دولار أمريكي، مرجعًا أسباب ارتفاع التكلفة لنقص الأدوات وقطع الغيار المستخدمة في العمل.
وقال الناشط والمختص في قطاع الصيد البحري: إن أبرز ما يميز صناعة المركب هي قوة الإرادة والتحدي للحصار الإسرائيلي المشدد والمفروض على القطاع، منذ 16 عامًا، والذي حال دون إدخال احتياجات الصيادين.
وأضاف بكر أن صناعة مركب بهذا الحجم يؤكد قوة وإصرار الفلسطينيين على العمل رغم الظروف التي تحيط بهم بسبب الحصار، ومنع إدخال المحركات، وقطع الغيار ومادة "الفيبر جلاس" المستخدمة في الصناعة، وارتفاع أسعارها، وعدم القدرة منذ نحو 12 عامًا، على صناعة مراكب في القطاع.
وبين أن المركب بعد نجاح تجربة إطلاقه الأولى يحتاج إلى المزيد من المعدات وقطع الغيار التي تمكنه من الإبحار وممارسة الصيد، لافتًا إلى أن المحرك الذي خصص لعمل المركب كان يعود لشاحنة ولكن تم تحويله كي يتناسب مع عمل المركب.
وذكر بكر أن ما لا يقل عن 17 صيادًا سيعملون على ظهر المركب الجديد، بعد قرابة الشهرين من تجهيزه بالشباك والأسلاك والمعدات المستخدمة في عملية الصيد.
ويمنع الاحتلال إدخال معدات الصيد والصناعة للقطاع المحاصر منذ 16 عامًا، بحجج واهية. ويقدر عدد المراكب التي تعمل في بحر غزة، وفق بكر، 1100 مركب، منها 250 مركبًا بحاجة إلى صيانة، في حين تبلغ ما نسبته 96% من محركاتها انتهى عمرها الافتراضي وهي بحاجة لمحركات جديدة، فيما يبلغ عدد المراكب التي توقفت عن العمل بسبب منع إدخال قطع الغيار والمعدات المستخدمة في مهنة الصيد نحو 100 مركب.
وبحسب الناشط والمختص في قطاع الصيد البحري بكر، فإن 4500 شخص يعملون في مهنة صيد الأسماك في قطاع غزة.