عدَّ المختص في شؤون اللاجئين الفلسطينيين سهيل الناطور، أن هجرة وفرار لاجئين فلسطينيين ومعهم سوروين أيضًا، عبر قوارب الموت أملاً بالوصول إلى أوروبا من خلال البحر، يعكس تدهور أوضاع هؤلاء بمخيمات اللجوء في لبنان.
وبيَّن الناطور في تصريح خاص بصحيفة "فلسطين"، أن تقارير صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تفيد بأن أكثر من 80 بالمئة من اللاجئين دون خط الفقر.
وأرجع السبب في ذلك، إلى عدم تمتع الفلسطينيين بأي من الحقوق الإنسانية ولو بالحد الأدنى، وهم ممنوعون من العمل، والضمان الاجتماعي، أو تملك بيوت تشكل مأوى إليهم.
وعدَّ استمرار إفقار اللاجئ الفلسطيني منذ ما يزيد على 70 سنة، يدفع الكثير من الشباب وأرباب العائلات إلى بيع ما بين أياديهم لتأمين الأموال إلى مافيات التهريب لمحاولة تهريبهم إلى أوروبا وغيرها من البلدان الأخرى.
وأشار إلى صعوبة أوضاع اللاجئين في لبنان، مبينًا أن عدداً من العائلات الفلسطينية في المخيمات مهددة إما بالجوع أو الموت بسبب تهتك المباني التي أنشئت منذ أكثر من 40-50 سنة، ولم يجرِ ترميمها أو إعادة بنائها.
وذكر أن وكالة الغوث لديها مشاريع لإعادة ترميم الكثير من هذه البيوت، لكن لا يوجد لديها الأموال الكافية للبدء في ذلك.
وكانت وكالة الغوث، أول من أمس، ناشدت الجهات المانحة الحصول عاجلًا على تمويل بقيمة 13 مليون دولار من أجل مواصلة دعمها للاجئين الفلسطينيين بلبنان.
وبيَّن الناطور أن نداء "أونروا" هذا حصيلة ضغوط كبيرة، آخرها أن تغلق المدارس في بعض أيام الدراسة، إضافة إلى ارتفاع أعداد الطلبة في الصف الواحد ما بين 40-50 طالبًا، ولذلك يجب على الوكالة فتح صفوف دراسية جديدة وتعيين معلمين جدد، لكنها أعلنتها مرارًا أنها لا تملك من الأموال ما يكفي لإتمام هذا المشروع.
وعلى صعيد الوضع الصحي في عيادات "أونروا"، حذر من إمكانية إصابة اللاجئين بالأمراض، خاصة مع انتشار وباء "كوليرا" شمالي لبنان.
وقال: "المخاوف كبيرة من أن يصل المرض إلى مخيمات اللاجئين في منطقة شمالي لبنان، وهم بحاجة ماسة إلى المزيد من الدعم".
وذكر أن التزامات "أونروا" تجاه اللاجئين تأخذ منحى تصاعديًا، بسبب تدهور الوضع المعيشي بلبنان، ولأن الفلسطينيين ممنوعون من سوق العمل الرسمي هناك.