قائمة الموقع

"صفر نفايات".. مبدأ بيئي تعيش من أجله المقدسية "نجلاء"

2022-10-21T10:51:00+03:00
فلسطين أون لاين

تحمل نجلاء عبد اللطيف مخلفات الخضراوات والفاكهة وقشور البيض، وفي أحيان أخرى ما يفسد من أطعمة وتتجه بها في نهاية اليوم إلى حديقة المنزل، حيث تدفنها لتتحول إلى سماد عضوي تتغذى عليه النباتات.

تؤمن "نجلاء" التي تقطن في حي وادي الجوز في مدينة القدس المحتلة بمبدأ "صفر نفايات" في حياتها، حيث غيرت أسلوب معيشتها في سبيل تحقيق هذا الهدف، ولم تكتفِ بذلك بل أنشأت مدونة وصفحة على منصة انستغرام "صفر نفايات فلسطين" لحث الناس على تقليل نفاياتهم وإعادة تدويرها لتكون صديقة للبيئة.

نجلاء (25 عامًا) رسمت خطة تغيير حياتها منذ أن سمعت عن ظاهرة تغير المناخ، والاحتباس الحراري، وهي في الثانية عشرة من عمرها، حيث أبدت اهتمامًا واضحًا بكل ما يتعلق بالبيئة، قادها مع تنامي معرفتها إلى التساؤل عن النفايات المنتشرة في الشوارع، وكيفية التقليل من نفايات منزلها.

تقول نجلاء لـ"فلسطين": "قبل خمس سنوات قررت قرارًا حاسمًا بتقليل نفاياتي حتى أصل إلى صفر نفايات. قللت استخدام البلاستيك وشراء الأطعمة المغلفة به، وتوقفت عن شراء المواد الغذائية المعلبة، وحرصت على عدم إهدار الطعام بتحويل قشور الخضار والفواكه والبيض وغيرها إلى سماد عضوي، وكذلك الخبز".

وتنتهج الشابة المقدسية ثلاث قواعد في حياتها لتصل إلى "صفر نفايات" وهي: التقليل، وإعادة الاستخدام، والتقليل من الاستهلاك العام.

وتضيف: "توقفت عن شراء ملابس جديدة وأبدلتها بالمستعلمة، أو من خلال استعارتها خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناسبات، وأعيد تدوير الملابس القديمة الموجودة لدي".

وتشير نجلاء إلى أنها تحاول أن تكون منتجة وليست مستهلكة عبر صناعة طعامها بنفسها، "فمطبخي أشبه بمختبر خاص، على سبيل المثال أنتج الحليب من مكونات نباتية كالشوفان واللوز، وكذلك مزيل العرق أصنعه من الزبدة وجوز الهند وزيوت عطرية وبكربونات صوديوم".

وحينما تقوم نجلاء برحلة التسوق لشراء الخضار أو المكسرات والفواكه أو أي مواد غذائية أخرى، تخرج كيسها القماشي من حقيبة قماشية مستعملة، وتطلب من البائع أن يضع الكمية المطلوبة في داخله مباشرة، متغلبة على فكرة وضع الباعة حاجياتها في الأكياس البلاستيكية.

وتحاول نجلاء تطبيق الطريقة التي عاش فيها أجدادها منذ القدم، كما تقول، "فقد عاشوا بتناغم أكبر مع الطبيعة، ولم يكن هناك استهلاك كبير للمنتجات. الحياة كانت أبسط من التعقيد الذي نعيشه اليوم، كان يتم التخلص من النفايات بإعادة تدويرها في الطبيعة أو بتقديمها للماشية والدواجن".

وتؤكد أن الأثر الإيجابي لاتباع مبدأ تقليل النفايات ليس بيئيًا فحسب، بل يسهم في توفير الكثير من المال بسبب التوقف عن شراء كل ما هو جديد، ويُحسن الحالة النفسية والمزاجية.

وتشير إلى تمكنها من تقليل نفاياتها المنزلية بنسبة 90%، لأنها لم تتمكن حتى اليوم من التوقف عن شراء ورق المحارم، وأكياس الأدوية، والفواتير.

ويتابع مدونة صفر نفايات فلسطين مئات المتابعين العرب في أنحاء العالم، حيث تنشر نجلاء فيديوهات توعوية وصورًا عن كيفية التخلص من النفايات وكيفية التقليل منها.

حينما بدأت الشابة المقدسية رحلة "صفر نفايات" واجهت العديد من الانتقادات من محيطها الاجتماعي والذي لم يكف عن إسماعها العديد من الكلمات المحبطة من قبيل: "البلد خربانة، الكيس ما راح يزيد النفايات، عيشي حياتك، العالم مليان نفايات".

لكن إرادة نجلاء لم تنحنِ أمام هذه الانتقادات، إذ تؤمن بتأثير التموج وحلقات الماء، بحث الناس وشحذ هممهم، وتوعيتهم لإيجاد بدائل للنفايات والتقليل منها، كما تستلهم أفكارها من تفاعل الناس مع منشوراتها، حيث يشاركونها أفكارهم للتقليل من النفايات وتأخذ هي بآرائهم في القضايا التي تطرحها.

وتحلم نجلاء بأن يكون كل بيت فلسطيني لديه وعي بمشكلة النفايات وتأثيرها في البيئة، والتفكير قبل عملية الشراء بسؤال الشخص نفسه عن حاجته الملحة له، وإمكانية استغنائه عنه، وماذا سيكون مصيره بعد التخلص منه.

اخبار ذات صلة