رصد "فلسطين أون لاين" اليوم الأربعاء، مطالبات لأهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، للسلطة في رام الله، بالإفراج عن أبنائهم من سجونها.
وجاءت هذه المطالبات التي غلّف كاتبوها من أهالي المعتقلين السياسيين منشوراتهم بالألم، مع نقلهم للمستشفى، من جرّاء تدهور حالتهم الصحية.
وكتبت زوجة المعتقل السياسي خالد نوابيت المضرب عن الطعام منذ 24 يومًا ناشرة صورة لملابس زوجها وهو داخل سجن بيتونيا:" هاذي بلوزة خالد لقيتها ملانة دم من كثر الحساسية والفطريات اللي على جسمه".
"أخ يا ربي على كمية الوجع اللي بتوجّعه الله معك يا زوجي ربنا يعجّل الفرج عنك وعن إخوانك المعتقلين، غسلت ملابسه اللي كان لابسهن خمس مرات وكل مرة المية تكون بنية وملانة تراب وين الرحمة؟ وين الإنسانية؟ وين احنا عايشين؟٢٤ يوما في الإضراب عن الطعام حسبي الله ونعم الوكيل خلص بكفي".
وكان قد تم نقل المعتقلين السياسيين الخمسة المضرين عن الطعام في سجن بيتونيا لمستشفى رام الله الحكومي بعد تدهور أوضاعهم الصحية بشكل كبير، حيث يعانون من أعراض خطيرة على صحتهم بسبب إهمال السلطة لظروف اعتقالهم.
ومنعت الأجهزة الأمنية أهالي المعتقلين من لقائهم والاطمئنان عليهم، كما منعت لقاءهم بأيٍّ من الأطباء الذين يتابعون حالاتهم في داخل المستشفى، في ظلّ حالة من القلق بعد خوضهم إضرابًا مستمرًّا منذ 24 يومًا واعتقال لأكثر من 120 يومًا.
أخت المعتقل السياسي والمضرب عن الطعام أحمد هريش كتبت على صفحتها على الفيس بوك:" الطفلان كرَم ومُنى منذ الصباح يتنقلان ما بين مستشفى رام الله ومركز شرطة بيتونيا وبالوع رام الله، من أجل الحصول على موافقة "رسمية" لزيارة والديهما المعتقلين سياسيًّا أحمد هريش وأحمد خصيب المضربَين عن الطعام لليوم الرابع والعشرين على التوالي نتيجة اعتقالهم لأكثر من أربعة أشهر في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية".
وأضافت: "منذ الأمس والمعتقلون السياسيون الخمسة في مستشفى رام الله الحكومي، وقد مُنعنا من زيارتهم ولو لدقائق للاطمئنان عليهم، وطالبنا بالسماح للطفلين الرضيعين بزيارة والديهما، اللَّذين حضرا إلى هذا العالم دون أن يستشعرا دفء حُضنَي والدَيهما ولو لدقيقة واحدة، بيد أنّ المتنفذين وأصحاب القرار ازدادوا تعنُّتًا فوق تعنُّتهم، حتى اللحظة كرم ومنى ينتظران، يفصلهما باب عتيق عن أبويهما".
وأكدت المتحدثة باسم أهالي المعتقلين الخمسة أسماء هريش أنّ الشباب المضربين عن الطعام يُعاملون بكلّ قسوة حتى وهم داخل المستشفى حيث تم ربط أيديهم بالقيود رغم عدم قدرتهم على التحرك أو القيام من مكانهم.
وقالت في تصريح لـ"فلسطين أون لاين":"الأحد الماضي تم تحويل المعتقلين الخمسة إلى المستشفى ولم تعرف عائلاتهم ولم يتم التواصل معهم وإخبارهم بهذا التطور الخطير إلا بعد زيارة المحامي لهم بالسجن ".
وأضافت هريش:" بعد معرفة الأهالي، الجميع تَوجَّه إلى المستشفى للاطمئنان على أبنائهم إلا أنّ أفراد الأجهزة الأمنية المتواجدين في المكان لم يسمحوا بذلك وطلبوا منا الحصول على موافقة من مدير مركز شرطة بيتونيا والذي لم يوافق على ذلك أيضًا".
وبيّنت أنّ جميع المعتقلين متواجدون في غرفة واحدة وأيديهم مُكبّلة بالقيود ويتواجد معهم 3 من أفراد الشرطة بالإضافة إلى عدد آخر موجودين على باب الغرفة.
واستنكرت هريش حالة الصمت الكبيرة على حالة المعتقلين الخمسة سواء من المؤسسات الحقوقية أو الدولية والتي لا تبدي أيَّ اهتمام، رغم أنّ مطالب الشباب الخمسة حقٌّ لهم في الإفراج عنهم في ظل عدم وجود أيّ تهمة.
والمضربون هم الأسرى المحررون أحمد هريش وأحمد خصيب وقسام حمايل وجهاد وهدان وخالد نوابيت، واعتُقلوا إلى جانب منذر رحيب الذي لم يتمكن من الإضراب عن الطعام بسبب وضعه الصحي.
وبعد اعتقالهم جرى التحقيق معهم في قضايا سياسية لكنّ ملفهم حُوّل إلى جنائي وزُجّ بهم في سجن بيتونيا بعد أشهر من التعذيب في سجن أريحا.