فلسطين أون لاين

في الذكرى الـ11 لـ"وفاء الأحرار"

عائلات الأسرى: تجاهل الاحتلال جنوده المأسورين سينتهي برضوخه للمقاومة

...
جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة
القدس المحتلة- غزة/ أدهم الشريف-مصطفى صبري:

تقطع فاتن إسماعيل عشرات الكيلومترات قادمةً من مخيم المغازي وسط القطاع، حتى تصل إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غربي مدينة غزة، للاعتصام فيه والتعبير عن تضامنها مع خطيبها الأسير في سجون الاحتلال ناصر الشاويش.

تحرص إسماعيل على مشاركة أمهات الأسرى اللاتي جئن لمقر الصليب للتعبير عن اشتياقهن لأبنائهن وأملهن أيضًا بصفقة تبادل جديدة تنهي عذابات الأسرى على غرار ما حققته "وفاء الأحرار" المبرمة بين حركة حماس وكيان الاحتلال بوساطة مصرية.

لكن هذه الآمال ترتطم منذ سنوات بتجاهل الاحتلال لجنوده الأسرى لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وعددهم أربعة، بينهم اثنان أسرتهم القسام خلال العدوان العسكري على غزة صيف 2014.

وينحدر الأسير الشاويش من مدينة جنين في شمالي الضفة الغربية، وهو معتقل منذ 2002، وحكم عليه الاحتلال بالمؤبد مدى الحياة 4 مرات.

تطلعات لـ"وفاء الأحرار 2"

تقول فاتن إسماعيل: إن صفقة وفاء الأحرار أثلجت صدورنا، ونتطلع إلى صفقة جديدة تنهي قيد آلاف الأسرى وخاصة أصحاب الأحكام المرتفعة والمرضى، حتى لا نفقد أي أسير جديد في سجون المحتل.

ورأت إسماعيل خلال حديثها لصحيفة "فلسطين"، أن حكومات الاحتلال المتعاقبة تتجاهل الجنود الأسرى، وتماطل أيضًا في إبرام صفقة تبادل جديدة خشية أن تدفع ثمنًا كبيرًا مقابل إطلاق سراحهم.

وأبدت ثقتها بالمقاومة ودعمها لها أيضًا، خاصة أنها استطاعت تحرير عدد كبير من الأسرى في "وفاء الأحرار"، داعية إلى مزيد من أعمال المقاومة في الأراضي المحتلة.

ويحيي الأسرى المحررون في الصفقة وعوائلهم، اليوم، الذكرى الـ11 لـ "وفاء الأحرار"، التي تحرر بموجبها 1027 أسيرًا وأسيرة، على مراحل، صادفت المرحلة الأولى منها في مثل هذا اليوم من عام 2011.

تحرر هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح جندي الاحتلال جلعاد شاليط، بعد أن مكث في قبضة القسام أكثر من 5 أعوامٍ ونصف العام.

السبعينية آمنة أمان، تأتي أسبوعيا من مدينة دير البلح وسط القطاع، إلى مقر الصليب الأحمر بغزة، حتى بات هذا الإجراء من أهم مهامها الأسبوعية منذ سنوات طويلة، فهي والدة عدة أسرى تبقى أحدهم خلف قضبان السجون، معتقل منذ 2018.

تهتف أمان بصوت مرتفع، وتكاد هتافاتها تخترق الجدران لتصل إلى نجلها ساهر أمان، في سجن "نفحة"، حيث يقضي حكمًا بالسجن لمدة 15 سنة.

قالت لـ"فلسطين": إن تجاهل الاحتلال لجنوده الأسرى سينتهي بالرضوخ لمطالب المقاومة.

وتربط القسام بدء مفاوضات صفقة جديدة لتحرير جنود الاحتلال من قبضتها بإفراج سلطات الاحتلال عن المحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم بعد نيلهم الحرية.

أسرى الضفة والقدس

وكانت الصفقة شملت أسرى من القدس والضفة الغربية والداخل المحتل، إذ تترقب عائلات الأسرى هناك تحرير أبنائها مثلما فعلت المقاومة بغزة في صفقة "وفاء الأحرار".

وقال رئيس لجنة أسرى القدس أمجد أبو عصب، إن 46 مقدسيًا مأسورين في سجون الاحتلال، وهم من أصحاب المؤبدات، بينهن أسيرات عليهن أحكام عالية، والجميع هناك تواقون للحرية.

ومن بين الأسيرات، كما ذكر أبو عصب لـ "فلسطين"، شروق دويات، تقضي حكمًا بالسجن 16 سنة، وإسراء الجعابيص التي تعاني تشوهات في جسدها، وعائشة الأفغاني، إضافة إلى عدد من الأطفال الأسرى.

وشدَّد على أن ذكرى صفقة "وفاء الأحرار" تعيد الأمل من جديد بتحرير الأسرى من مدافن الأحياء، ليعودوا إلى ديارهم سالمين.

وقالت الأسيرة المحررة إيمان نافع زوجة الأسير نائل البرغوثي، والذي أمضى 42 سنة من عمره في سجون الاحتلال: إنه "في ذكرى الصفقة ما زال البرغوثي ينتظر الحرية، وهو مصمم عليها، وذكرى الصفقة لها طقوس خاصة، إذ إنني اقترنت به من خلال الصفقة حيث كان أحد المحررين فيها، وعشنا 33 شهرًا في الحياة الزوجية".

وتابعت أنها تعيش على أمل إطلاق سراح زوجها بعد إعادة اعتقاله، لتكون ذكرى الصفقة حقيقة واقعية رغم أنف الاحتلال.

وقال المختص بالشأن الإسرائيلي د. إبراهيم أبو جابر، من الداخل المحتل: إن "صفقة وفاء الأحرار كان لها السبق بتحرير أسرى من الداخل والقدس، ونأمل عقد صفقة جديدة تخرج أسرانا إلى فضاء الحرية".