عدّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأحداث المتسارعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين إرهاصات لانتفاضة جديدة بات أبناء شعبنا على أعتابها.
ولفت عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أسامة الحاج أحمد إلى أنّ العمل المقاوم في الضفة الغربية والقدس يتطور باستمرار ويأخذ أشكالًا عدة، مدللًا على ذلك بتنامي تشكيل المجموعات المسلحة التي لا تخضع لأيّ فصيل أو تنظيم للتصدي لجرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وأشار الحاج أحمد في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أنّ أعمال المقاومة بدأت تتوسع وتزداد رقعتها يومًا بعد آخر، ويلتفُّ حولها شعبنا ويؤيدها ويدعمها، وبتنا نشعر أننا على أبواب انتفاضة جديدة وعصيان مدني له أشكال متعددة، عبر حالة ستمتد وتتطور لكل مدن الضفة الغربية والداخل المحتل.
وأكد أنّ العمل المقاوم ردُّ فعلٍ طبيعيٍّ على جرائم الاحتلال واعتداءاته على القدس والمسجد الأقصى وشعبنا، منبّهًا إلى أنه بدأ يتصاعد عقب الفشل الذريع لاتفاق "أوسلو" المشؤوم المُبرم بين منظمة التحرير والاحتلال.
وقال: إنّ المقاومين الذين عايشوا اتفاقيات الذل والعار بين السلطة والاحتلال يؤكدون أنّ الحق لا يمكن أن يُستردَّ إلا بالمقاومة بكل أشكالها، مُردفًا أنّ التاريخ أثبت أنّ اللغة التي يفهمها الاحتلال هي لغة القوة والبندقية، وأنّ المطلوب من الجميع تسديد مزيد من الضربات الموجهة والتراكمية في قلبه، لإفشال مخططاته ومشروعة الاستيطاني، وتحرير أرضنا.
ونبّه إلى معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021 أثبتت أنّ شعبنا قادر على هزيمة الاحتلال وأنه كيانٌ هشٌّ وبالإمكان التغلب عليه، داعيًا إلى إنشاء قيادة فلسطينية موحدة تدعم وتساند مقاومتنا.
وفي إثر مرور 21 عامًا على ذكرى عملية اغتيال وزير السياحة بحكومة الاحتلال رحبعام زئيفي، التي جاءت ردًّا على جريمة اغتيال الأمين العام للجبهة أبو علي مصطفى، عدَّ الحاج أحمد العملية "معادلة وقاعدة جديدة للاشتباك لم يعرفها الاحتلال من قبل ولم تعرفها المنطقة سابقًا، وهي معادلة الرأس بالرأس".
وأضاف أنّ العملية جاءت لتجديد انطلاقة العمل الثوري وتأسيس أُولى معادلات الاشتباك مع الاحتلال الذي يمارس تغوُّله على شعبنا ومقدساتنا، لافتًا إلى أنّ المقاومة من خلال العملية وجّهت رسائل أنه مهما اشتدت عليها الصعاب لا يمكن أن تضل طريقها، وسيبقى سلاحها مشرعًا في وجه المحتل.