فلسطين أون لاين

تقرير أطفال الفجر العظيم.. التزام ديني ووطني لـ"رجال الحاضر وقادة المستقبل"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

تتميز مبادرة الفجر العظيم بمشاركة فئات واسعة ومختلفة فيها من القدس ومن غيرها من مدن الضفة الغربية المحتلة، وعلى الرغم مما تشهده هذه المناطق من انتهاكات وجرائم يرتكبها جيش الاحتلال فإنها تميزت مجددًا بمشاركة فئة الأطفال التي أصبحت أخيرًا لا تغيب عنها، وأصبحت ركنًا أساسيًّا فيها.

وانطلقت هذه المبادرة نهاية عام 2020، وحاربها الاحتلال بسياسة الاعتقال والإبعاد، واستهدف في الغالب شخصيات مقدسية ومرابطين، للحد من الوافدين إلى المسجد الأقصى المبارك، ولمنع الفعاليات التي ترافق المبادرة.

لكن الاحتلال لم يفلح في وقف هذه المبادرة التي امتدت حتى يومنا، وعادت مع بدايات 2022 إلى واجهة المبادرات الشعبية المقدسية.

وعدَّ المختص في شؤون القدس د.جمال عمرو، مشاركة الأطفال في مبادرة الفجر العظيم، أمرًا مهمًّا جدًّا، ولقد أصبحت تشمل الأسرة المقدسية كلها، وتدلل على تحول عميق في وجدان وذهن وعقيدة ورسالة الشعب الفلسطيني.

وأضاف عمرو لصحيفة "فلسطين" أنّ إشراك الأهالي لأطفالهم يعكس إيمان شعبنا بقدسية المسجد الأقصى، ويؤمن بضرورة شدِّ الرحال لحمايته من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

وعدَّ أنّ رسالة مبادرة الفجر العظيم مفادها "أنّ النصر قادم لا محالة، ويتجلى ذلك بهذه المبادرة في أقدس مكان بفلسطين، وأنّ الأمة تنتظر فجر هذا النصر".

وتابع أنّ قدسية مدينة القدس والمسجد الأقصى تجلت في هذه المبادرة التي شهدتها مساجد في الأردن ولبنان وغزة والمسجد الإبراهيمي بالخليل، وماليزيا، وإندونيسيا، وتركيا، ودول أوروبية.

ونبَّه إلى أنّ مشاركة الأطفال في هذه المبادرة تخرج جيلًا ملمًّا بقضية القدس والمسجد الأقصى وحقهم فيهما، ومدركًا لما تتعرض له المقدسات من انتهاكات وجرائم إسرائيلية.

وأكمل أنّ حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية والعسكرية والقضائية أيضًا قلقة من أي توجه لتعزيز وجود الشعب في القدس والأقصى، وهذا القلق يدفعها للتقرب من أنظمة عربية والتطبيع معها.

واستدرك قائلًا: إنّ "حالة التوتر التي يعيشها الاحتلال تجعله غير قادر على عقد انتخابات، ونتجت عن ذلك فوضى في مجتمع المستوطنين اليهود، وهو يخشى إجراء انتخابات فلسطينية ويرفض ذلك؛ لأن أصحاب الفجر العظيم هم من يقودون المرحلة، وهم منظمون مؤمنون يصلون كأنهم بنيان مرصوص".

من جانبه، يوضح مدير مركز القدس للشؤون الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، أن مبادرة الفجر العظيم انطلقت في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وامتدت بعدها إلى نابلس وغيرها من مدن الضفة، والقدس أيضًا، وأصبح الطفل الفلسطيني مشاركاً أساسيًّا فيها، في إطار هذه المرحلة النضالية التي تشهد استهداف جيش الاحتلال الأطفال الفلسطينيين وقتلهم واعتقالهم.

وأضاف الحموري لـصحيفة "فلسطين" أن مشاركة الأطفال في مبادرة الفجر العظيم بالقدس وغيرها، تمنح هذه المبادرة معاني كبيرة، وتعكس حالة الالتزام الديني والوطني في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى والوقوف في وجه الانتهاكات الإسرائيلية.

وتابع أن مثل هؤلاء الأطفال لديهم ما يكفيهم من الجرأة ليثبتوا ارتباطهم بالأرض والمقدسات، وليقفوا في وجه انتهاكات وجرائم الاحتلال.

وأكد أن مدينة القدس شكلت على مدار التاريخ جوهر الصراع مع الاحتلال، والدفاع عنها يتطلب مشاركة جميع المواطنين في المبادرات والفعاليات المختلفة، بما يضمن مشاركة فئة الأطفال.

وبين أن سلطات الاحتلال وقواته ترصد جميع التحركات في مدينة القدس بالوسائل التقنية والتكنولوجية التي تملكها، وتنشر العديد من نقاط التفتيش في مناطق مختلفة بالقدس، ولا سيما في محيط المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف لشرطة الاحتلال، بهدف تطويق تحركات المقدسيين ومنعهم من الوصول إلى الأقصى، لكنها في الواقع تفشل في منعهم من الوصول للمسجد المبارك والدفاع عنه.

ونشر نشطاء صورا عدة على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال بعمر الزهور برفقة أهليهم في المسجد الأقصى بعد أدائهم صلاة الفجر، ضمن المبادرة المستمرة في القدس، وغيرها من المدن الفلسطينية.